الاثنين، 28 يونيو 2010

دراما عن فلسطين 2: الإجتياح




صورة من صور الهلوكوست, ولكنها صورة متميزةٌ متفردةٌ جدًا, حيث أن المعذبين المحاصرين في خنادق الموت أو محارق القصف وضرب الدبابات لا يكتفون بالنحيب أو البكاء, بل يقاومون, ويوصمون بالعنف والإرهاب, وتمضي الأحداث والعيون تراقب وهم يقوامون, ويعيشون على إنسانيةٍ, قد لحّنت أحلى الأغاني في همسات تخرس أصوات انفجارات القذائف.

الإجتياح : - مسلسل من انتاجٍ أردني " المركز العربي " , عدنان وطلال العواملة
- إخراج المخرج التونسي شوقي الماجري
- تأليف الفلسطيني رياض سيف
- العمل به مجموعة كبيرة من الممثلين من الأردن, سوريا, لبنان, فلسطين؛ فهو عمل عربي
- رشح العمل لجائزة الإيمي, وحاز على جائزة ( أفضل إنتاج )
( أوسكار التلفزيون D: )




فـ إنْ كانت التغريبة الفلسطينية تأخذنا في حقبة زمنية لم يكن أبناء جيلي قد ولدوا حينها أو عاصروا أحداثها, فإنّ الإجتياح يذكرنا بالحوادث المهمة جدًا التي شاهدناها في التلفزيون عندما كنا صغارًا في 2002 . نعم .. نحن نتكلم عن جنين, (مجزرة مخيم جنين ).

في عملٍ يصور لك البشر وهم يعيشون قصصهم كاسرين بإنسانيتهم قيود وعنجهية الأرقام التي قد خبرتنا بها وسائل الإعلام حينها, فـ مصطفى, وحنان, وخالد .. ليسوا إلاّ مجموعةً من الموتى, أو الجرحى, أو بقايا الأحياء هناك؛ ولكن الإنسانية تتبدى في هذا العمل : المقاومة, وغريزة البقاء .. لتدخلك خارج أجواء الأرقام.

بذاهبك وإيابك خلال هذه القصص التي قد رواها رياض سيف, الذي قد أعاد رواية الأحداث قبل بدء حصار المخيم والأحداث التي واجهت الرئيس الراحل ياسر عرفات عند حبسه في مقره ومشكلة الأسرى والمقاومة, وحكايات الإرهاب والسجون, إلى ما قبل الإستعدادات للإصطدام مع الجيش الإسرئيلي, انتهاءً بنهاية المجزرة, وبداية حياة جديدةٍ للناجين في حدث لم يمر هكذا على حياتهم وشخصياتهم؛ بذهابك وإيابك خلال هذا كله .. تتبدى لك العبقرية في اجتذاب كل هذه الإنسانية من مجموعة كبيرة من القصص والأحداث التي قد تحيل أي بشريٍ إلا ( لا شيء ) .. فقدان للأهل وللأعراض- خطف, قصف وهدم للبيوت, وناجون أحياء يدفنون تحت الأرض, لا أمل لهم في الحياة بل في حياتهم بعانون آلام الموت, حبس وتجويعٌ والعيش مع الأموات جنبًا إلى جنب أو مثلاً بمثل . كل هذه الأحداث قد حصلت فعلاً لكننا نفاجأ رغم ذلك أن غريزة الفلسطيني للبقاء تجعله يحب ويحن وينظم الشعر, يحلم ويفكر, ويعيش داخل كل ذلك . إن القوة والعبقرية التي وضعت رياض سيف أمام تحدِّ نفسه في التحرك بكل خطواتٍ ثابتة أمام كل هذه القصص ليستطيع أن يمسك خيوطها ويربطها سويةً؛ مستنيرةً بصدق الحدث, والوضع السياسي الراهن, والشخصيات بكل أبعادها, وحاجاتها, والروح الإنسانية المطلوب توافرها داخل القصص هي التي صاغت لنا هذا الإبداع القصصي .. والتي وضعت في تحدٍ آخر في إبداعِ عملٍ آخر بمثل هذا المستوى.
فتحيةً لـ رياض سيف.

( ح آخدها عامي )
الإخراج .. كان قمة في الروعة والمصداقية, بحيث تحس أنك في قلب الحدث .. السمفونية التي عزفها شوقي الماجري التي أرتنا هرمونيات إدارة الممثل, الكاميرا, الصورة, المونتاج, مشاهد المعارك, استايل الاستدي كام .. كل هذا كان مبهرًا - لي بصدق , ومحركًا الجمهور للاقتراب من الحقيقة والناس.
شوقي يمكن كان دا العمل أحسن حاجة شفتها لو .. تقريبًا نفس الصورة دايمًا- مدير التصوير روسي أظن .. اسمو صعب D:
بس شغل شوقي الماجري في هذا الفيلم .. يحسب لو بصراحة .. واشتغل بقلب.

***

الممثلين وما أدراك عن الممثلين.
عباس النوري ( أبو جندل ) كان بطل بمعنى الكلمة, قيادي مقاوم من حركة فتح طبعًا فتح ديك الأيام, هوا أحد الأبطال اللي قادوا المقاومة واستشهدوا .
الدور يخليك تشوف عباس النور بشكل خطير, باب الحارة ولا شي قدام الدور اللي سواه .. شخصية قريبة من الشباب, وفي نفس الوقت تقدر تقود جماعات كثيرة, كمان فيها قدرة تُدخل لشخص الإنسان وتتواصل معاه بأقل تعبير ممكن, طبعًا البطل عباس النوري بدّع في الدور لازم أحط لكم مقطع لأداء هذا البطل .. أو لكل شخصية داخلة مزاجي .

http://www.youtube.com/watch?v=FeC8fudAVlk

هذا ولا شي .. شوفوا المقطع اللي بعدوا ..

عباس النوري- أبو جندل, ومنذر رياحنة- مصطفى
المقطع الجاي .. بيتكلم عن .. لمن أخت مصطفى الممرضة حنان أتمسكت من الجيش الإسرائيلي بسبب إنو أخوها المناضل, وهو الوحيد في العيلة اللي دري إنها محبوسة بسببوا, ومهوا راضي يقول لأهلوا عن الموضوع, كيف عرف ؟ .. الإسرائليين كلموه, راح قال لأبو جندل .. وأبو جندل حاول يتصرف بطريقتو .. D: ... استمتع

http://www.youtube.com/watch?v=h6GsHWhWF98&feature=related


***

منذر رياحنة (مصطفى) , هذا الممثل أنا صرت من أكبر المعجبين فيه بعد هذا العمل, أنا ما شفت واحد إذا صرخ يقنعك إنو ما هو قاعد يمثل/يصطنع الإحساس .. ممثل مهو سهل, ودور مليان وثقيل .. باين على منذر إنو قري النص كويس وذاكر للشخصية وقدر يجمع كل حاجة عشان يرسم ملامحها.
الشخصية هي مصطفى, مقاوم شاب .. يهرب عالجبال عشان هوا مطلوب أمنيًا, لمن تصير أحداث معينة يرجع على جنين .. هناك تصير الحرب وهوا يكون مع المقاومين ,, يكون مستعد .. تتفاجئ في المسلسل إنو علاقتو بأهلوا قوية مع إنو ما يقابلهم غير في مجموعة محدودة من المشاهد. القصة الرئيسية له .. إنو يحب فتاة يهودية-صحفية أنقذها هي وزميلتها- فلسطينية من عرب 48 .. لمن كان هوا وأصحابوا في الجبال. طبعًا القصة دي مسوية مشاكل .. لكن اليهودية دي .. فلسطينية الأصل .. أبوها فلسطيني يهودي, تساعدو في معلومات من الجيش الإسرائيلي لأنو أخوها فيا الجيش .. مصطفى ينقتل قدام بيتهم اللي كان نفسوا يرجع لو .. واللي يقتلو أخو حبيبتو .. وقدامها كمان.


http://www.youtube.com/watch?v=OAzmIjK2Hfo&feature=related

هذا مقطع لمن يشوف أمو .. أول مرة في المسلسل يتقابلوا طبعًا لأن من البداية وهوا في الجبال

http://www.youtube.com/watch?v=P23SzCES_xE

وهذا أول ما يقابل حبيبتو يائيل في الجبال .. هذا المقطع حسسني إنو .. يصرخ ويقول كلام مباشر جدًا للشخصيات .. بس ما حسيت إنو أوفر مرة .. يعني أندمجت معاه وصرت مصدق احساسه.


البطل يكون مجروح, والمحبوبة تدخلو جوة .. عشان يتعافى ويقدر يهرب من الأعداء, أخو المحبوبة ياخذ البطل لحد باب دارهم القديم, وببساطة يقتلو قدام حبيبتو .. يمكن تكون نهاية فيلم هندي, لكن لمن يكون البطل بطل .. والعدو محتل .. تختلف مقاييس تقبلك .. مصطفى يموت بعد ما يحقق حلمو إنو يموت قدام داره .. ويمكن قدام حبيبتو ..
http://www.youtube.com/watch?v=cTum_mtamVI

***

إياد نصّار ( خالد )" .. طبعًا هذا المبدع فوق الوصف .. ياخذك في جو عظيم بالشخصية اللي كأنها محمود درويش, مثقف مدرس وشاعر .. ينحبس في بيت رجل اسمو شفيق لمن يكون فارضين منع التجول .. مع ناس كثيرين .. في الفترة ديكا يحب بنت الرجال, مع انهم عايشين بدن موية, وفي كم واحد ميت معاهم .. وكمان في أم ملخبطة في بنتها جابت بنت تانية غير بنتها, وبنتها عند أم البنت التانية, فوق كل دا في مشهد لو ألاقيه .. وهوا يقول : مطر .. مطر .. مطر .. وفجأة وهما محتاجينو ينزل المطر .. عشان يروي جفافهم.

***

صبا مبارك (حنان) .. تحدت كونها فتاة جميلة يمكن فقط المنتجين يعطوها أدوار ما تناسب مستواها التمثيلي العالي - طبعًا جمالها مهو عيب - .. الممرضة اللي تساعد الناس, وتقوم على البيت في غياب أخوانها : مصطفى في الجبال, خالد يدرس في رام الله -أظن , وواحد من أخوانها أسير. وتندفن تحت الأرض وهي حية .. وفي واحد من الزلايب يحبها ويطاردها ونفسو يتزوجها ,, تنحبس معاه في ذاك القبر .. فلة D: ..

***


الكثير من الشخصيات .. هذي من الشخصيات اللي أثرت فيني ..
في ممثل مثل دور واحد أعرج عايش بالمخيم .. وباليادوب قادر يجيب لقمة لأهلو .. لدرجة إنو يتبرع بأعضاءه عشان الفلوس .. نسيت اسم الشخصية والممثل .. كلام كبير .. المسلسل مليان شخصيات مكتوبة كويس

كل الممثلين كان أداءهم تلقائي أو بنفس دي الطريقة .. العفوية غالبة .. والعمل يستحق المشاهدة من جد.

***

الخاتمة ..

نصيحة .. إذا حبيت تشوف العمل خلي الحلقات كلها تكون معاك عشان إذا خلصت من حلقة تنط للتانية, أحيانًا تكون في حلقات تقدمها بطيء شوي .. ويمكن هذا اللي يفرق الإجتياح عن التغريبة الفلسطينية, إنك في التغريبة تحس إنو جاتك معلومات كثيرة في حلقة وحدة .. فتنتهي الحلقة وانتا راضي .. بس فوق هذا المسلسل ( الإجتياح ) رائع !

المسلسل لم تقبله أي قناة عربية إلا الـ LBC .. رغم تكلفته العالية جدًا : 300 يوم تصوير شوف كم بيدفع فيهم المنتج .. غير الكومبارس اللي أحيوا الفيلم بطريقة حسستني إني في عالم حقيقي فعلاً. بعد ترشحو للإيمي عرضتو الـ MBC .. وهذا اللي قاهر صناع المسلسل إنو القنوات ما عرضت المسلسل !

شكرًا ,, وآسف على الإطالة.

بس هذي آخر لقطة لازم تشوفوها .. عبد المنعم العمايري .. ما جلس كثير في المسلسل لكن أدى الدور بطريقة آخ بس .. وأعطى المصور لقطة العمر .. اللي ح تغير حياتوا طول المسلسل أو طول العمر.

http://www.youtube.com/watch?v=4oCy8cGrzKw

الأحد، 27 يونيو 2010

دراما عن فلسطين : التغريبة الفلسطينية




يمكن مقدمة الموضوع اللي بالفصحى إلى بتتكلم في المجمل عن الخصوصية للفلسطيني بالرغم من إن قضية فلسطين قضية لكل العالم, تكون طويلة لكن كنت بوضح فيها وجهة نظري ومشاعري باستفاضة.
أنا دحين نفسي أتكلم عن الأعمال الفلسطينية اللي أثرت فيا حقيقةً .. يمكن بعضها ما يكون نابع عن فلسطين نفسها لكن أقرب لفلسطين عن أي دولة عربية.







1. التغريبة الفلسطينية : وليد سيف, حاتم علي- إنتاج سورية الدولية

عندما أتكلم عن التغريبة ( المسلسل ) فإن لا أضع كلامي تحت تقيمٍ معينٍ للمسلسل؛ لأنه من وجهة نظري فق التقييم الشخصي أو تقيمي الشخصي. وهذا الإرتباط بالمسلسل وفريق العمل قد تمثل في مشاهداتي للمسلسل أكثر من 9 مرات .. سواءً على القنوات الفضائية أو الدفيدي .. مما يجعلني أبعد الناس عن انتقاد المسلسل أو تحليله لفرط إعجابي الشديد به.

يحكي العمل حكاية عائلة فلسطينية فلاحة تعمل في قريتها أيام الإحتلال البريطاني .. وتمضي بنا عابرةً الزمن والتاريخ بكل تفاصيل الحياة وأحداثه الكثيرة إلى فترة التهجير للفلسطينيين أو التغريبة الفلسطينية. وهذا العبور لا يتوقف عند حرب 67 بل يمشي بنا قليلاً حتى نشهد نهايات قصص أبطالنا الذين ارتبطنا بهم منذ بداية المسلسل. الكثير من الشخصيات مثلت جزءً من الروح الفلسطينية, وأكدت على حقبة زمنية معينة من التاريخ الفلسطيني.






المسلسل .. بعدد حلقاته التي تفوق الـ 30 حلقة بقليل لا يضيع من وقت المشاهد دقيقة واحدة دون تقديم معلومةٍ جديدةٍ. النص مكتوب بحرفنة, والإخراج كان بشكل واعي .. مدروس جدًا .. والمسلسل كان عملاً متكاملاً من الجميع.
التصوير تم في لبنان على ما أظن ومناطق معينة في سوريا. ضم المسلسل عددًا كبيرًا جدًا من نجوم الدراما السورية, ومجموعة من الأردن ولبنان. وفكرة البطولة المطلقة قد أماتها وليد سيف بنصه الأكثر من رائع والذي سوف يخلد في صفحات التاريخ الفني, والإدارة الواعية لمدرس التمثيل بالمعهد العالي المخرج حاتم علي للفنانين أو طلابه الذين قد درسوا لديه بالمعهد كان قد أثمر نتائجًا مبهرة على الشاشة.

- الكاتب : د. وليد سيف شاعر وكاتب قصة قصيرة وكاتب دراما ومؤلف مسرحي وناقد وباحث وأكاديمي فلسطيني أردني.
كتب مجموعة من المسرحيات ومقلات تتناول المشاكل الراهنة والمعاناة, وتنهل الدراما التلفزيونية بأعماله الفنية بعد توقفه عن التدريس :
- الخنساء
- شجرة الدر
من إخراج صلاح أبو هنود

- صلاح الدين الايوبي
-ربيع قرطبة
- ملوك الطوائف
-التغريبة الفلسطينية
- صقر قريش
من إخراج حاتم علي






- حاتم علي ممثل وكاتب ومخرج تلفزيوني وسينمائي سوري (1962). بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة. حصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق / قسم التمثيل 1986. عضو في نقابة الفنانين في سوريا.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%85_%D8%B9%D9%84%D9%8A
معلومات عنه على الويكي للاستزادة

عمومًا من أفضل المخرجين لدي
ما خرب نظرتي لو إلا بعد عمل صراع على الرمال ..

***

الممثلين

ح أتكلم على الشخصيات اللي مثلتها العيلة .. أهم الشخصيات

1- أحمد, القايد أبو صالح ( جمال سليمان )





مناضل وأحد قادة الثورة ضد الإستعمار, وأحد أبناء عائلة الشيخ يونس, كان تواجده كقيادي في الثورة في الربع الأول من المسلسل عظيم الأثر في رفع مستوى الحالة الإجتماعية للأسرة الفلسطينية داخل النسيج الإجتماعي في القرية, لكن الثورة عندما انتهت انتهى معها أبو صالح ( المجاهد المناضل ) تدريجيًا إلى حرب 67 .. نهائيًا . المسلسل يبدأ بموت هذا البطل.
" جمال سليمان دخلني بالجو .. فنان البني آدم ذا في دا الدور ,, كل ما أشوفوا أشوف القــ(ـكـ)ـايد أبو صالح "

2- علي, الأخ الأصغرفي العائلة, والرواي ( تيم الحسن )





الطفل الذي انتقل من القرية إلى المدينة كي يتعلم, حتى أكمل تخرج كـ معلم؛ ليواجه الجهل في القرية, رافعًا بـ ذلك رأس العائلة, وبعدها في الملجأ هو الوحيد الذي استطاع أن يتغير وينفصل بسبب تعليمه عن المخيم الفلسطيني. وبعدها أكمل عيشه في الولايات المتحدة الأمريكية




3- مسعود ..

الذي استطاع بحرفته ونباهته وقدرته على اغتنام الفرص أن ينتشل نفسه من هزيمته وضياع هويته الفلسطينية, واستطاع تكوين نفسه ماديًا خارج المخيم وخارج فلسطين.




هذه الشخصيات الثلاثة قد سحرتني , والتي تستمر حتى نهاية المسلسل .

( لكن وليد سيف لا يقف عند هذه الثلاث شخصيات التي هي في الحقيقة ليست الشخصيات الرئيسية فقط, بل يستمر بالتأريخ لمجموعة كبيرة من الأجيال والطبقات والشرائح المختلفة, مما يدل على نضوج رؤيته وفهمه وتحليله لواقع الفلسطيني اللاجئ )


***


بالنسبة لي - وإن كان من الخطأ المقارنة هكذا - التغريبة الفلسطينية ( المسلسل ) أفضل تناولاً من باب الشمس ( الفيلم ) بجزئيه : الرحيل , والعودة .. للقضية الفلسطينية ومسألة التهجير والحياة في المخيم.





باب الشمس = فيلم من اخراج المخرج المصري "يسري نصر الله" عن رواية بنفس الاسم للروائي "إلياس خوري" ,

الكتابة للفيلم:- إلياس خوري كـ روائي طبعًا
- يسري نصر الله؛ حيث أن تجارب التأليف كانت كثيرة في مشواره الفني
- محمد سويد

مقدمة : فلسطين والإنسان الفلسطيني والفن .. مقدمة طويلة إذا فاضي اقراها

أكتب ما أكتبه وأنا أتحدث مع صديقي على الفيس بوك تامر- فلسطيني : مواطن اسرائيلي- يافا؛ تل أبيب, عن فيلم عجمي, والوضع في يافا.

المقدمة :.

فلسطين .. ربما لأنها قضية العرب كلهم, أو قضية المسلمين, أو الناس: الإنسان, أو قضية الفلسطينيين وحدهم, أو قضية للتاريخ على وجه العموم والخصوص, كانت بهذه الأهمية. قضية السخرية الحقيقية من الإنسان والعرف والبشرية في نتاجهم البشري وإعمارهم للكون. إنها السخرية المخجلة النازعة عن الإنسان كل ذرات الهدوء؛ الوقوف باستشاطة أمام فلسطين وما بـ فلسطين. فلسطين ليست التاريخ فقط, إنها الواقع والمستقبل والحاضر بالدرجة الأولى, إن ما بـ فلسطين والإنسان الفلسطيني لهو أكبر دليلٍ على قوة الإنسان ومقدرته وإرادته التي تتنامى جيلاً بعد جيل. لذلك اهتم الجميع بقضية الكون الأبقى - حتى الآن - والأوحد إلى أن يطوي التاريخ صفحته ويخلد في سلام.

إن الحراك الذي شهده الإنسان الفلسطيني, والمثقف الفلسطيني خصوصًا, خلال فترة الإحتلال, وذلك النضج الذي سبق الكثير من المنظومات الثقافية العربية, ليضعنا داخل فقاعات لا متناهية من الدهشة التي سرعان ما تنفجر لترينا حقائق كثيرة عن قوة هذا الشعب وقدرته على الحياة. وإن ذلك النضج قد تمثل في النتاج الثقافي عمومًا, وفي السحر الذي قدمه أدباء فلسطين, وفنانيها .. مبقيًا خصوصيةً واضحةً تخبرك أحينًا بأنهم وحدهم قادرين على حل مشاكلهم, وأنهم بهذا الوعي وتلك القوة ليسوا مجرد مجموعةٍ من المحتاجين المستضعفين, إن القوة التي تمثلت في هذا الشعب هي المحرك الأول لشعوب الأرض حتى يصحّحوا ما اقترفه سكوتهم عن الحق البشري في الحياة. إن قضية فلسطين مع كونها قضية العالم؛ ودافعًا لحاجة العالم إلى التحرك, إلى أنها تحتل ما تحتل من خصوصيةٍ تتعدى إلى درجة العمومية إن أنت دخلت إلى فلسطين نفسها, تعرفت عليها دون أن تكتفي بالكتب, الروايات الشعبية, الخطابات والحراك السياسي, والإعلام عمومًا, ستصبح جزءًا من تلك الخصوصية حتى ولو كنت لست فلسطينيًا.
فلسطين ما زلت تملك تلك الخصوصية .. وهذه الروح الحقيقية.

وإن وجهة النظر التي قد تبنيتها عند مشاهدتي للأفلام الفلسطينية, وقرائتي للكتابات الفلسطينية .. في فهمهم وقدرتهم على مناقشة قضاياهم دون المساس بالقيم الأساسية للفن والثقافة, والتبحر في روح الإبداع مع كل هذه الطفرة القاتلة للجمال المتمثلة في المعاناة الحقيقية, لتجعلني من المؤمنين بأن ما يقدمه الفلسطينيون ليس شيئًا عابرًا نابعًا من مشاكلهم مع الإحتلال فقط, بل إنه شيءٌ قد وصلوا إليه .. كيف؟! لا أدري لكنهم كانوا قد وصلوا قبلنا- أقصد السعودية .. ثقافيًا.

الفلسطينيون= عرب الداخل (48 ) , أو اللاجئين .

الجمعة، 25 يونيو 2010

النهاية

بعد مشاهدة فيلم
Mary and Max, directed & written by Adam Elliot.
انتابني شعور بالجراءة للكتابة.

المشكلة هي في العجز والكسل عن الكتابة المباشرة, والبحث في غباء الأفكار. البعد عن الإنجازات دفعني إلى الإيمان بأن هذا هو الإنجاز الوحيد؛ الكتابة !
البحث عن فكرة هو الدافع الأساسي لكل هذا الحكي, الخاوي أحيانًا. أنا مجرد باحث عن فكرة فيلمٍ لم يكتمل منذ عاميين, والبحث مازال جاريًا وكل ذلك من أجل أن أجعل من أفكاري شيئَا مثمرًا للوصول إلى فكرة ناجحة.
هذه الكتابات هي رحلة بحثٍ عن فكرة نص ناجح.

آخر الأفكار التي راودتني بعد الخلود إلى الراحة, وقبل البدء في الدخول إلى النمط الآخر من الروتين هي:

1.

قصة رجلٍ ثلاثينيٍّ أرمل, يعمل مهندسًا معماريًا, يعيش وحيدًا في بيته بعد موت زوجته, واعتياده على الروتين قد أدى لنسيان شكل من أشكال ماضيه. حياته بذلك الروتين مستمرة في نجاحاته العملية التي يحققها دائمًا في مهنته, لكنّ مشكلة تغيير روتين وتفكير حياته.
وفي الآونة الأخيرة بدأ يحلم بجرائم قتل يكون هو جزء منها لضحايا قد شاهدهم في الحقيقة : أصدقائه, زملائه في العمل, الجيران ... !
يستيقظ كلّ يومٍ فزعًا ليحمل ذلك الهم, يتفقد روتينه اليومي, كل شيءٍ كما كان قبل النوم لم يتغير, يخرج صباحًا ليرى جيرانه يمارسون حياتهم اليومية بكل ذلك الروتين أحياء مكتملي الأعضاء, أصدقائه يرسلون له صبحاتهم عبر رسائل الجوال كعاداتهم, زملائه في العمل يشغلونه كل يوم .. حياته لطيفة بكل ذلك الروتين لم يتغير شيء.
وسلسة الجرائم تلاحقه كل ليلة .. بجرائم جديدة وضحايا معروفين. أصبح يتجنب التعرف على أشخاصٍ جديدين .. ويطالب بالعمل وحيدًا أو يتأخر عن النوم لكسر الروتين حتى تفارقه هذه الكوابيس.. آخر حلمٍ شغل باله ليبوح بهذه المشكلة هي أنه قد شاهد في الحلم .. كيف قتل زوجته ! .. وهو قد نسي كيف ماتت ....

أخويا أنس يقول لي عند هذه النقطة من الحكاية :
نعم !؟ .. اش تبغا ؟!! .. روح نام بس
على الأقل عبد الرحمن البدر عجبتوا القصة .. وأمي رفعت صوت المسلسل التركي وأبويا مشاها وجلس يشوف وحدة من المباريات
***

ثاني القصص

2.

قصة البحث عن قصة, مجموعة شباب فلة, يبغوا يسووا أفلام, عندهم أزمة مالية حقيقية, ومحتاجيين يتعاملوا مع الفيلم على أساس إنو فيلم تجاري .. عشان يجيب فلوس. هما طلاب لزاز .. عايشيين على المكافأة الجامعية أو المصروف, أحلامهم كبيرة .. ورطانيين في فلوس العدة .. هع .. أنا ما بتكلم عننا ( أنا وأصحابي أبدًا ) .. يخططوا لصناعة فيلم بميزانية معينة عشان يجيبوا فلوس, وممثلين عدلين, محتاجيين لنص حلو عشان بعض الممثلين يمثلوا بدون مقابل, أو عشان يكون معاهم كم متخصص, وكمان محتاجين .. فلووووووووووس !
أصاحبنا يخططوا لعدة مشروعات في الصيف لجمع الفلوس, كتابة النص وتعديله, والتصوير كمان ! .. كل دا في الصيف !!
الحياة ما تزال حلوة, يطلعوا بالعدة .. يصورا في الزواجات .. أعياد الميلاد, الحفلات والأعمال التوثيقية, ويا سلام لو واحد جاب لهم شركة تجارية تبغا تسوي لها دعاية.
القصة تمشي على كدة مستعرضة المشاكل الرئيسية الثلاثة : الفلوس, النص, التصوير
هذي تجرنا للمثلين, النص والواقعية, والتصاريح, والنص مرة ثانية ..

حياتهم تمشي زي اللوز, إلى إنو نكتشف إنو واحد منهم ....

هنا تنتهي القصة لأنها .. بدون نهاية, دامها تحكي عني وعن أصحابي .. حياتنا لهنا ماشية ما أدتنا مصايب جديدة والحمد لله

:D

***

القصة الثالثة

3.

أولاد متوسطة, يتقابلوا مع بعض بشكل أسبوعي عالنت, ويتكلموا مع بعض عن طريق الويب كام, فلة ! المهم يوم من الأيام وهما عايشين حياتهم مع بعض والا تخش بنت عشرينية على الويب كام.. فلة !! .. تخيل وش يصير لعيال المتوسطة .. هع .. البنت تشبك معاهم .. وبعد كثير من الأحداث اللي مهي في بالي,, تشبك مع ولد لسه في ثاني متوسط, يتعاملوا زي أخت كبيرة ,, وأخوها الصغير
الفيلم ح يمشي ويتكلم عن علاقة البنت الكبيرة بالبزر ..
وبدون نهاية كالعادة

عبدالرحمن البدر سلك لي,, وأخويا أنس طالع فيا .. وسلطان يقول .. فلة قصة فيها خرفنة

:D

الخاتمة

المشكلة في كل دول القصص التلاتة .. إنو ما فيهم نهاية !!
<<< شي السالفة !

هذا اللي عافس أم الدراما والصراع والفكرة من أساسها

سيد فيلد يقول فيما معناه في كتابه السيناريو :

إنو أهم شي لازم تعرفوا قبل ما تبدأ في كتابة السيناريو النهاية, لأنو هيا اللي ح تمشي الفيلم .. ومعرفة النهاية .. هيا أهم من معرفة كيف تبدأ نصك .