السبت، 18 ديسمبر 2010

ريشة

حكايةُ شخصٍ أراد, فما فكر ولا استخار, فكان له ما رام وراد. بقي يتقدم في الهواء, كـ خفة الريشة, خطواته كالرقص النقري .. جميلة, لكنه بثقلٍ عابر تتنسمه ليومك. هي حكايةٌ لشخص أراد, فـ استقر له الأمر, وما فكر به الأمر, فلا رام بعدها ولا أراد.

العاطفة

جنوحٌ إلى العزلة. تأخذك الأحلام بعيدًا؛ أبعدَ من القمر, وتتركك قبل مرادك بـ شعرات, ولـ ثوانٍ تتذوق طعم الوصول .. لمن جربه : له طعمٌ لا يوصف. ولكن للحظاتٍ فقط تدوم حلات الانتشاء حتى يتخللك الواقع فيهوي بك كل تلك المسافة, كمصارعٍ في ( رسل مينيا ) كـ الصفعة التي يتلقاها ( امينيم ) في ( Lose Yourself ) , كـ نهاية قصتي ( الحلم ) .. كـ التويست في كتابة السيناريو, أنت تهوي والأحداث تتقلب وتنتقل بك من عقدةٍ إلى عقدة .. حتى ترى نقطة البداية أبعد من الحلم .. والحلم ليس إلا مجرد حلم.
في هذه الحالة, الموسيقى .. ترسمك, تكوّن ملامحك. الشوق يبقيك؛ يعطيك الرمق الأخير لكي تبدأ مرةً أخرى. اسمك أحينًا, يحييك إذ أن ( الحي يحيك والميت يزيدك غبن ). العواطف تبقيك هنا أو هناك .. لكنها تبقيك.

بين العواطف .. تتردد الأفكار .. ليست أفكارًا سهلة كالتي يفرضها العقل .. العقل بعظمته لا يفهم العواطف إلى -إن شئنا التعبير- كـ روبوت إن سألته عن طعم ( الملوخية ) التي تصنعها والدتك .. أو صحن التحلية الذي يتبعه. تخيله ( الروبوت ) معي وهو يدمر كل ذلك الاحتفاء ( بتحفة الطعام الفنية ) , تخيله وقد قتل الوصفة وكشفها, خنق نفس الطبخ, وبكل بجاحة ذكر لك نسبة الملح .. والبهارات وكم أخذت ساعات الانضاج .. تخيله يقيّم تلك التحفة الفنية, العقل يفعل ذلك مع العواطف في الغالب.

الكشف عن العاطفة هي أصعب فكرة لقصة, أصعب عنوان لقصيدة, أصعب مسألة للحل, أصعب اسم ليحمل. الفكرة ليست بقاء العاطفة في مكانٍ واحد بل بتنقلها من مكانٍ إلى مكان .. كالإلكترونات .. تتنقل بشروطٍ لا سبهللةَ فيها, كالعربي بين الحدود .. أو الأصح .. كالفلسطيني في الحدود. جرأة العاطفة قد تأخذها من المحدود إلى اللا حدود؛ تبقيك بين هذا وذاك .. تتحرك حرةً بلا أية تأشيرات أو تصاريح عبور, فـ تحيّر كلّك وجلّك .. وتبقيك مشدوهًا .. لكنها لحسن الحظ تبقيك.

هذا الأسبوع .. ذق طعم الدموع .. هكذا ! ولـ ثوانٍ. <<<< ركزوا على ثواني لحد يفلّها هي نص دقيقة بالكثير . العقل يتحدث

الأحد، 5 ديسمبر 2010

مندهش !

اندهش ! أصبح أحد طلاب جامعة مرموقة. عند أول خطوةٍ؛ أول ملامسةٍ لقدمه لـ أرض الجامعة كان مشدوهًا من الهيبة التي احاطته وأبقته هكذا زمنًا لم يحسبه. بدأ صاحبنا دراسته. كان أول يومٍ مدهشٌ مليءٌ بكل شي جديد: المدرسون؛ ما هذه العظمة ؟! الطلاب؛ رائعون بشكل لا يصور ! والفصل أكثرهم ادهاشًا. تحرك صاحبنا ماضيًا يواجه كل يومٍ شيئًا يربطه بدهشته المزمنة.
ففي أول يوم امتحان له ذهل بشكلٍ غامض كـ الطقوس الجدية المذهلة التي لم يعرف معناها, وزاد دهشته جديةُ الأسئلة وخبثها وتغلغلها كـ شبهات الذهن, وذكريات النفس. خروجه صراحةً من ذاك الجحيم كان أمرًا مدهشًا لا يدعو إلى التصديق. الكثيرُ انهاروا بعد خامس سؤال, وهو استمر لسبب واحد؛ كان مندهشًا !
استلم النتائج. حاجباه مرفوعان وعينيه تكادان تخرجان من محجريهما. تزداد ارتفاعًا وخروجًا تعبيرًا عن الدهشة المكتسحة التي انتشلته من دهشة إلى دهشة أخرى تاركةً إياه مندهشًا وحيدًا إثر وصول درجاته المخزية المذهلة. كان صاحبنا في لحظة وصولٍ لذروة الدهشة عند تلقي أول خبر رسوبٍ له في حياته. تحركت الخلفيات كأفلام السيتينات والخمسينات عابرةً بتاريخ هيتشوهك في اختراع تلك اللقطة, وبظهور عدسة الزوم لتضعه أمام تكوينٍ مختلف مدهشٍ آخر, وموسيقى تقودها آلة الكمان لـ تتبعه. تلاحق ذكرياته. ما السبب الغامض الذي سيدهشه عند معرفته ؟ ما السبب الذي تسبب في هذه البلوى ؟ ... فكرَ قليلاً, يبدو أنه كان مندهشًا طول السنة ولم يجد وقتًا للمذاكرة.
أعاد صاحبنا سنته والمواد بشكل مدهش لم تتغير.
وظل مندهشًا للسنوات السبع التي قضاها بالجامعة.
لماذا كل هذا الإندهاش من الرقم ( 7 ) ؟
وهو على فكرةٍ : رقمٌ فردي من الأرقام الطبيعية, والكلية, والصحيحة, والنسبية, الحقيقية (!) .. يسبقه الرقم ( 6) ويلحقه الرقم ( 8 ) مما يترك بينه وبين الرقمين فرق عددٍ واحد. وهو بالإضافة إلى ذلك مختلفٌ عن الرقم (4) حيث أنه يزيد عنه ثلاثة أرقامٍ, ويتفارق معه أيضًا بحركته تجاه الأعداد الموجبة في المحور السيني ثلاثة أرقامٍ أخرى .. كل هذه الحقائق زادت دهشته !!!

استلم صاحبنا شهادته الجامعية, كان شعوره بالفرح غير مستقرٍ أو مؤكدٍ حتى. لا يستطيع المرء الجزم بشعورٍ ما إلا إن كان شعوره بذاك الشعورِ شعورٌ صافٍ خالٍ من الدهشة أو الإنتشاء من الحشيش ؛ وهو بطبيعة الحال سينتشي دهشةً إن علم أن هناك شيءٌ يستخدم للعيش مندهشًا طوال عمرك.
الجامعة : بجميع منسوبيها, وطلابها, ودكاترتها .. كانو مندهشين فعلاً ! .. صدقًا أمرٌ مدهش.
واصل صاحبنا اندهاشه بجلوسه في البيت, الدهشة (صمّغت ) مقعده, ززرعت قطب مغناطيسٍ فيها لتجذبها للركون على أية أريكة أو مقعد.الدهشة طبقت قانون الكتل لـ نيوتن ( الشخص الذي لم يأكل التفاحة من فرط الدهشة ) على مقعدته الصغيرة, التي بدورها كبرت من كثرة جلوسه وقوة مجالها المغناطيسي. اندهش أنّ عرضًا واحدًا لم يأته وهو قابعٌ في بيته, لا أحد يعرفه بعد تخرجه. بعد شهرين لزجين .. خرج, اندهش من أعداد الخلق, سيول الخلق, فرع سيول مكة وجدة والرياض معًا والنفق الذي غرق بالدمام, طوفان تسونامي وطوفان سيدنا نوحٍ العظيم من المتطلبات والملفات الخضراء والخلق وكروت الفيتمينات ( أصبح فيتامين واو غير نافعٍ وحده ) وكلهم يقبل أي شيء, هو توقع وظيفةً واندهش أنه يحارب من أجلِ أي شيء. أدهشته البيروقراطية ( الخبيثة ما زالت تفعل ! ) والملف الأخضر .. حقيقةً سوف أنقم عليك إن لم تندهش.
طال به الدهر, لكم أن تتخيلوا كم عدد الثواني في الدهر, ثواني الإنتظار تزن حيواتٍ مليئةٍ بالثواني, الدهشة تسكن كل ثانيةٍ فيها, حتى وهنت البيروقراطية ( الحمد لله ) وورأفت به ومنت عليه بوظيفة تدهشك آفاقها الغير واسعة, أو آفاقها الا آفاق فيها. عاش مندهشًا عند تلقيه للخبر؛ كـ صفعة تفيقك من الواقع وترجعك مندهشًا.

أمه أدهشته عندما أخبرته بموضوع ( اكمال نصف الدين ) .. يا ساتر ! .. مالفكرة هنا ؟ ولماذا الآن يعرف ؟ ولماذا عميَ تلك الفترة وظل مندهشًا طول حياته ؟ وهذه الحقيقة ملازمة لسيرة الإنسان في الحياة, ورغم أنه إنسان ( يعتمد على تعريفنا للإنسان .. عمومًا نتفق في الفكرة ) لم يعرف عن ذلك الموضوع شيئًا .. اندهش حقًا كونها حقيقةً مجتمعيةً, وكل الناس يعلمون بذلك, وهو ظل طول تلك السنين مندهشًا من مظهر الحقيقة ولم يخبر المَخبر, الكل يعلمون أن هذا النصف يكتمل بهذه الطريقة, ويدٌ واحدة لا تصفق ( جلس يصفق فترةً منشرح الصدر لاكتشافه لهذه المعلومة, لم يفكر أن يدًا لا تصفق وحدها. وأظن أنني لا أحتاج شرحًا أكثر ) , وصدّق صاحبنا الحقيقةَ تامةً تامة. يرجع إلى حياته السابقة, تخالطه الدهشة.
المراسم حقًا مدهشة للتقدم لنصف الدين؛ رفضوه لأن راتبه لا تتبعه كلمة : كم ؟!! ( كـ ردة فعلٍ مندهشة ) وشكله لا تلحقها ضربات البيانو في مخيلة نصف الدين, واسمه لا يربط نصف الدين بالدهشة التي ستلف صديقاتها إن تقدم لها اسم مدهش آخر.. كل ما أفاض دهشته تلك الأيام أنهم يسألونه ما يملك في حسابه البنكي .. سيحتاجون بالتبرع له بالقليل من الدهشة لـ يشرح لهم أن فكرة الحساب البنكي تحتاج إلى ما يوضع في الحساب البنكي, كـ خزانة ملابس من غير ( أظنها وصلت ).

اندهش ! زغاريد والأمور تمشي على قدم وساق بعد أن فتح حسابًا بنكيًا وتسلف وترقى وخبر البيروقراطية أو خبرته البيروقراطية, ودهشته أصبحت فجأة سعدًا عليه وعلى أهله. تزوج فتاةً وصفوها كـ حكايا السندباد مليئةً بالفنتازيا. لكنه بعد ليلة الزفاف ازدادت دشهته. أوصله ذهوله إلى سلم مجد النشوة الإندهاشية من معرفةِ أن حكايا السندباد مجرد حكايا .. وأن الفنتازيا ليست حقيقة أصلاً, وأن الفتاة التي وصفوها قد وصفوا غيرها, وأنه وبشكل مدهشٍ هزلي عالق بين براثن عدم دهشتها.
رحلة الدهشة مع نصفه : استمرت متزايدةً كلما تغير شيءٌ من شخصيتها, أو توضح مكنون من كنهها .. وقد استغرب انه بالنسبة لها محفظة وليس يدًا تصفق .. فكر للحظات في الطريقة التي يجعل بها المحفظة تصفق!

وأخيرًا, وفي ذروة الوصول, فكر صديقنا باندهاش, واتخذ قرارًا مدهشًا بحق؛ أن يبدأ من أول السطر بعد أن خلعته ( السنيورة ) لنفس مشكلة المحفظة التي قد تصفق أو قد لا تصفق. كان يريد أن يتحرك واثقًا فاهمًا متقبلاً لكل دهشةٍ في الحياة, متفهمًا لروح الطفل في روحه. أراد حياة بالقليل من الدهشة.

صرح المسكين بذلك . اندهش الكل : أمه, أصدقاءه, زملاء العمل, الجيران, أصدقاء الفيس بوك ( ما زال مندشًا من عظمته ) , أصدقاء أصدقاء الفيس بوك ( أضافوه ) , حتى أن زوجته عرضت عليه الرجوع إليه لتوقفه عند هذ الحد .. عن الفعل المجنون المقدم عليه.

كل ما أراده هو البدء من أول السطر مع القليل من الدهشة.

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

الفنان والمثقف: الفن ؟

على مدى السنين .. أبدعت الأمم تصوير تاريخها, وروايته .. بطرقها الخاصة, استطاعت بكل ما أوتي لها من ملكة إبداعية ايصال مشاعرها عبر فنها. وكل ما استطاع أن يملكه المبدع منذ بداية ازدهار المنح الإلهية فيه أن يصف كل شيء كـ عملٍ فني .. لكني أكيد أنك إن سألت ذاك الفنان عن فنه .. ما هو ؟ .. سيجاوبك بالصمت أو بفنٍ آخر.

واجتهد علماء الجمال والفلاسفة في تفسير الفن كـ تعريفٍ وافٍ جامع متكامل .. لكنهم لم ينجحوا إلى الوصول لما صبو إليه. وذلك حدى بهم إلى جزرٍ متفرقة مختلفة الطباع والمناخ لتعريف هذا الإلهام .. الفن.

وكما بدأت بحثي عن علاقة الثقافة والفن .. فـ وجودي بين تلك الجزر سيساعدني في فهم وإيجاد الصورة التي قد تعطيني الفكرة من الفن.

***

هل يعرف الفن أصلا ؟

كانت المشكلة عند الفلاسفة هي الوصول إلى تعريفٍ يجمع كل ألوان الفنون تحت سقفه.

انقسم الفلاسفة في هذه النقطة التي لن أطيل فيها إلى فريقين

  • فريقٌ رأى أن الفن لا يعرف أصلاً لسبب مهم
- التشابه العائلي .. قصة التشابه العائلي هي : أن والدك قد يكون شبيهًا بعمتك, وأنت تكون شبيهًا بوالدك وأخاك وأختك أيضًا .. لكنك رغم ذلك لا تشبه عمتك.

وهي فكرة أن الفن قد يكون بينه تداخل متشابه بين تلك الألوان الفنية لكنه لا يملك ملمحًا ملحوظًا يعرف الألوان جميعًا.

- وقد انتقد فريق التشابه العائلي بفكرة أن هناك تشابهًا بين أفراد العائلة وهي الروابط الجينية .. مما يجعل أكبر الأسباب التي تنقض هذا الرأي هي الوصل إلى تعريفٍ للفن.

  • فريقٌ رأى أن الفن يعرف .. وانقسم إلى ثلاث أقسام:
  1. القالب الدلالي : يرى أصحاب هذا الرأي أن الرابط المشترك بين ألوان الفنون هو أنها تستطيع التأثير في المتلقي.
    وهذه الألوان الفنية لديها رابط مشترك بينها وهو ( القالب الدلالي ) نستطيع أن نسيمه ( النمط أو style )

    - تعريف القالب الدلالي: هو عبارة عن علاقة معينة بين الأجزاء أو الملامح المميزة لبنية عمل فني, وليس موضوعه. " المصطلح ابتكره كليف بيل . 1964-1881 "

    والفكرة هنا أن مناصر هذا التعريف يرى في لوحة معينة تصور مثلاً زوجًا باليًا من الأحذية أن الفكرة هي الجمع بين الألوان وتدرجاتها والناقد الحساس هو الذي يشعر بذلك. فـ أولاً تفهم العمل الفني ( اللوحة ) ثم يؤثر بك أو تحسه ثانيًا.
    وطبعًا ترى الفكرة أن الفن قابل للتقيم, وذلك يجعل من تصنيف العمل الفني ليس مجرد فرزٍ بل هو حفظٌ للقيمة الخاصة بذلك العمل.

    وكانت المشكلة هنا هي أن تعريف القالب الدلالي ليس تعريفًا مكتملاً فـ هو تعريفٌ دوّارٌ على نفسه حيث أن الناقد الحساس هو الذي يستطيع أن يشعر بهذا العمل الفني .. والعمل الفني هو الذي يؤثر بالناقد الحساس, لكن إن جاء لك ناقدٌ أو متذوق ورأى عملاً فنيًا
    وقال: فهمت عملك لكنه لم يؤثر بي.
    لـ اعتبره التعريف ناقدًا غير حساس .. وهذا غير مقبول لأنك أصلاً لا تستطيع تعريف الفن بـ الإحساس العاطفي الجمالي مع حضور القالب الدلالي !
    والنقطة الأخرى أن التعريف يرى أن أي الألوان الفنية قد تولد عاطفةً جمالية دون ترك أي مجال للجدل في هذا الخصوص.

  2. المثالية: ترى المهمة الفعلية للفن ليست مهمة ماديةً, بل هي فكرة أو عاطفة تختمر في عقل الفنان. ويتم إضفاء بعد تعبيري خيالي مادي على تلك الفكرة, ثم يتم تنقيحها عبر وسيط فني معين, إلا أن العمل الفني ذاته يبقى في عقل الفنان ( ونحن لا نرى إلا نتائج هذا الفن ). "ر.ج.كولينجوود 1889- 1943 "

    هنا يجعل التعريف فرقًا بين الفن والصنعة
    الفن: نتاج التعامل مع وسيط فني معين
    الصنعة: نتاج غرض معين .. وتوجه مخطط له

    وهنا فإن الفرق بين شخص يصنع طاولة ليجلس عليها .. وشخص آخر يصنع طاولةً لأن شكلاً للطاولة اختمر في عقله فـ أراد أن يصنعه؛ هو أن الأول مجرد حرفي صاب صنعة .. والآخر فنان.

    وهذا الفن يعتبر من الفن الترفيهي : الفن الذي وجد للتسلية والتلاعب بعواطف معينة؛ هو مفوم دخيل على الفن وليس فنًا, فالتعامل مع الفن ليس للتسلية بل للتعامل معه بحد ذاته.

    وكانت المشكلة في هذا التعريف : أن غرابته تفرض عليك تتبع آثار العمل الفني وهذه الفكرة قد لا تستطيع استيعابها في معرض للوحات أو فيلم أو عرض مسرحي مثلاً, لكنك تفهمها وتبدو لك منطقية في التعامل مع المقطوعات الموسيقية والأعمال الأدبية.
    والمشكلة الأخرى كانت في أن التعريف ضيق النطاق فـ أعمال البورتريه مثلاً خارجًا من تصنيف الفن ( يعني الموناليزا مهي فن مثلاً لأنو لها غرض معين .. ) والهندسة المعمارة خارجة من هذا التصنيف .. وأي عمل فني يحتمل غرضًا معينًا.

  3. المؤسساتية : متميزة عن هذه التعاريف أنها تستطيع أن تجمع بين جميع الأشكال الفنية : قصص, فن تشكيلي, والرقص, مع القليل من الموسيقى وتجمعها لتدرجها تحت مسمى العمل الفني.
    وما يميزها هما عنصران : - أن جميع الأعمال الفنية هي نتاج نشاط حرفي.
    - وأنها تندرج تحت العمل الفني با اعتبار أصحاب الوسط الفني لهذا العمل فنًا.
    فـ بإمكانك بهذا التعريف أن تأخذ زوجًا من الأحذية وتضعه في معرضٍ فني فـ يسمى الزوج بذلك عملاً فنيًا. أو أن يقول لك أحد المحسوبين على الوسط أن هذا العمل يعتبر عملاً فنيًا .. والطرفة هنا أننا أحيانًا نقول عند الانتهاء من طبق معين من الطعام أن الطعام كان تحفةً فنيةً ونشكر الطاهية .. فـ بهذه النظرية نستطيع تصنيف طبق الطعام أنه ( تحفةٌ فنية حرفيًا ).

    والمشكلة في هذه النظرية ( التعريف ) : - أنها لا تميز بين الرديء والجيد.
    - والمشكلة الأخرى أنها نظرية دورانية على نفسها, فـ بفرضنا أن تصنيف العمل كـ عملٍ فنيٍّ مرهونٌ بآراء أصحاب الوسط الفني, فإن الشخص لا يجب أن يكون عند تصنيفه للعمل الفني عاملاً في الوسط أصلاً.. وهذه المشكلة فمن هم أصحاب الوسط الفني أو الفنانون ؟ .. وكيف للفنان أن يصنف عمله كـ عمل فنيٍ, أو للعمل الفني أن يصنف صاحبه كـ عملٍ فني.

****

وهذه أخيرًا التعاريف التي استسيقتها من كتاب : ( الفلسفة: الأسس لـ نيغل واربورتون ).

وما اتضح لي أن المسألة قد وضعت في الخلاط منذ زمن .. والمحاولات الجادة للتعريف قد تبقى محاولات لم تنجح في تفسير هذه المفاهيم لي.
وكيف نراها من منظورنا : المثقف والفنان ..

ولكنني إن أردت أن أكون واقعيًا فـ التعامل مع الفن هو خليطٌ من هذه التعاريف بحسب المكان والزمان والحدث, والشعارات التي يرفعها الكثير والمتعلقة بالفن قد لا تكون دقيقةً ويبقى عند بعض المثقفين أن الفن هو ما يساعدهم على إيصال أفكارهم .. أو حل المعضلات التي تبنوا حلها.

ويبقى البحث ساريًا .. والعمل جارٍ على الوصول إلى معانٍ تريحنا في التعامل مع هذه المقاهيم.

الأحد، 8 أغسطس 2010

الفنان والمثقف: من هو المثقف ؟

العاملون في المجال الفني هم المترجمون للأفكار- الرسائل المراد إيصالها للجمهور - كلٌّ بحسب تخصصه - , والأفكار والرسائل لها أناسٌ يشتغلون بها, يحللونها, ينتقدونها, يعرضونها على الواقع والتجريب, ويرون فاعليتها؛ هم المثقفون.

***

إن العلاقة الثقافية بين أفراد المجتمع هي كالآتي

1- نخبة مثقفة : تصنع الفكرة, تتبنى الفكرة. هذه الأفكار يتم تدارسها, تحليلها ونقدها, وتحويلها إلى منهج ودراسات مكتوبة في الكتب, ينهل منها أصحاب التخصص, والمثقفين.

إذا هم مفكرين, مثقفين, ومتخصصين؛ عاملين زي الكمبيوتر.

3- ( أدري الترتيب مخربط وناقص رقم لكن لحاجة في نفسي )

العامة .. هم الناس العاديين .. كل الناس اللي عايشين وبيشتغلوا في الحياة, مهم فاضيين للصنعة الفكرية, يبغوا يوفروا لقمة عيشهم, أو ينجحوا ويكونوا ناس طيبين.

مقلدين للعلماء وسايبين لهم مهمة التفكير والبحث المتخصص, متبعين للعرف .. يعني حاجات زي كذا .. عالم ما تشغل نفسها بالصنعة الفكرية. ناس عاملين زي الطابعة .. تقدم المنتج النهائي بعد ما تاخذ الأمر ( هذا ليس انتقاصًا )

طيب, الفئتين دولا مابينهم وبين بعضهم أي تلاقي كل واحد عايش في عالم خاص بيه.
لازم تكون هناك فئة تربط الفئة دي بـ دي. فئة تترجم أفكار دي لـ حياة دي. عاملين زي الوصلة " وصلة USB " .. أو تعاريف.

2- الفنانين .. الأدباء .. والمثقفين وأيضًا الصحفيين . هؤولاء هم الأشخاص الذين استوعبوا أفكار النخبة المعقدة الجافة ليحولها بدورهم إلى مبادئ مبسطة لطيفة بصبغة جمالية قريبة من قلوب وحياة العامة. زي ما قلنا وصلة.

هذي الفئات الثلاث هي الشكل المثالي لأي حركة تنموية- نهضوية ثقافية داخل المجتمع.

( الشكر الجزيل للدكتور جاسم السلطان اللي طرح النموذج الرائع ).

***

خلينا نتكلم عن الفنان وعن المثقف. من هما ؟ وما مميزاتهما ؟

متى نقول عن هذا مثقف .. ومتى نقول عن هذا فنان ؟

وهل نقدر نقول فنان مثقف أو مثقف فنان ؟

***

المثقف .. بكل بساطة ما هي مميزات المثقف .

خمس مزايا .

1- الصنعة الفكرية. تشمل 4 أفكار

- التخصص : أن يكون المثقف متخصص في أي مجال من المجالات الأكاديمية, هذا يكسبه المفاتيح التي يتعامل بها مع تخصصه, وأيضًا التخصص في قضايا معينة؛ مع وجود الإطلاع الواسع.
- المنهجية العلمية: تكسبه حيادية في البحث والوقوف على الحقائق ( البحث العلمي ) , والإطلاع الواسع على الأفكار, والتعارضات الفكرية. وبذلك يتحرك بهذا الشكل:.
" إبداع ( إبداع فكري ) , مصادر موثوقة, ثم تتفاعل المعلومات, بعد النتائج وأثنائها .. التعلم بسرعة ".
- الإنتاج الثقافي: في التخصص غالبًا, أو المجال الذي يشتغل به.
- الإبداع: من غير الإبداع لا يوجد صنعة فكرية حقيقية.

2- أن يكون مندمجًا مع المجتمع, ويتجه بمشروعه الثقافي للمجتمع ...
- يمتلك تصور واقعي
- جهد عملي واقعي
- جهد للتغيير. ( فاعلية )

3- الرؤية ( وهذي النقطة ح اتكلم فيها كثير ).

المثقف لازم يمتلك رؤية توضح له, حقيقة الوجود, علاقة الإنسان بالكون, هدف وجود الإنسان, حياة الإنسان ومصيره. وبعدين يكون لديه مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم رؤيته, وبعدين يكون مستند على نظام تشريعي في كل شي؛ وهي العبادات والتعاملات والحياة الاجتماعية سياسية واقتصادية وغيرها , قد تكون نظماً مدونة أو عرفية ومنها الدساتير والقوانين والأعراف والتقاليد, وقد تكون تشريع إلهي.

هذي الرؤية اللي سأل عنها فيصل في فكرة إني لازم أدور على شخص عشان أشرّبو فكرتي, وإن هذي الطريقة طويلة وغير مجدية, وإني أرضى بالأشخاص الموجودين عندي والعايشين بدون هدف. لكن النقطة اللي أبغا أوضحها لو أنا عندي شخص أتفق معاه في المعنى الوجودي, والقيمي, التشريعي خلاص .. لا تهم الأرآء الأخرى.

4- أن يكون ( قدوة ) , وجزء من ما يدعو إليه.

5- النزعة النقدية : طيب النقد ليس معناه أن أقبح الحسن. والنقد ليس مشكلة أبدًا.
النقد هو الفحص والفرز.
والمثقف لا يقبل الأفكار الجاهزة, سواءً كانت أفكار نبعت في المجتمع أو أفكار تراثية عرفية, أو حضارية.

( شكرًا لرسالة أبويا في الماستر اللي جلست أقراها ألين ما خلّص اختبارات )

***

طيب, بكذا عرفت إنو

-المثقف لازم يكون بيفكر .. ويعرف كيف بيفكر ويكيف بيطلع الفكرة
- المثقف قدوة
- المثقف صاحب مشروع
- المثقف صاحب فاعلية
- المثقف شخص ناقد

وفوق كل دا مبدع ومتميز.

***

الخاتمة ,, هذا ما يصنعه المثقف للفنان .. وما يتوجب على الفنان هو أن يأخذ من المثقف ومن ما عند المثقف, وعليه أيضًا أن يكون ابنًا لعامة الناس؛ يأخذ منهم ليعطيهم.

فل نتخيل الفنان كـ شخصٍ مصابٍ بانفصام, تتلبسه شخصيتان مصابتان بالتوحد, هع !
<<< نفسية !

ملحوظة: ما زلت أبحث .. من هو الفنان؟

الجمعة، 6 أغسطس 2010

الفنان والمثقف : مقدمة

لطالما سألت نفسي, كيف أستطيع ربط الأفكار المعقدة الموجودة في الكتب والتي تدور حولها جميع الصراعات, والنقاشات, والإنتماءات الثقفافية؛ بالبساطة الفنية والتأثير الجماهيري ؟


في فترةٍ وجدت في المسرح نموذجًا لهذا الربط, أقصد نموذجًا لتجسيد أفكار الكتب بشكل فني, أو جعل جفاف وتشعبات الفكرة فنًا. المشكلة كانت في أن العرض المسرحي- الفني .. كان " معقدًا جدًا " لدرجةٍ تصل أحيانًا لغموضٍ تامٍ يغشّي المعنى على أهل العمل نفسه؛ هذا دفعني إلى البحث عن المشكلات التي تواجه تحويل فكرة, رسالة, قيمة؛ إلى عمل ( فني ) دون الوقوع في فخاخ الوعظ والتوجيه المباشر- الخطابة بمعنى أصح. لكنني وللأسف؛ ولضيق النطاق البحثي وقلة المعلومات واختفاء الأدوات التحليلية, لم أجد شيئًا قد يساهم في حل هذه المشكلة بشكل جذري.





أنا بهذا المقال أحاول جاهدًا المساهمة في حل مشكلةٍ قد أراها مشكلة الأعمال الفنية في العالم العربي عمومًا, وفي المملكة خصوصًا؛ لأن عدم وجود تناغم بين الفكر والفن قد يؤدي إلى تصدير أعمالٍ خاليةٍ من المعنى ومن الهدف, وعاملين- فنانين بلا معنىً وبلا هدف.



أبغا أحاول أبدأها حبة حبة, على مهل.



ما هي المشكلة هل هي الثقافة أو في الفن ؟ أو أن المشكلة هي في المتعاطي بهما ؟



قرأت مرة لأحد أساتذة المسرح الروسي وتلامذة ستناسلافيسكي في " تربية الممثل "

يقول فيما معناه : أن الممثل الذي لا يحمل الفكر الاشتراكي ولا يؤمن به, ولا يتعامل بالمبادئ الأخلاقية الانسانية والاشتراكية لن يكون مؤتمنًا على فكرتي, لأنه مترجم لهذه الفكرة إلى الجمهور.



المسرح كان يطرح الأفكار الاشتراكية بمجموعة المحاسن الموجودة فيها, والتركيز على القيم والأخلاق, وكان ناجحًا في طرح هذه الأفكار. لكنه لم يكن يقبل أن يتحول التمثيل من إيصال رسالة إلى مجرد شهرة ومظاهر. الكاتب كان ينتقد أيضًا الشباب والفتيات الذين يحاولون تقليد نجوم ونجمات هوليود.



إن معنى الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها في تربية الممثل, أنه على الممثل أن يكون ( صاحب رسالة ) , مثقف, ومؤمن بالعمل الذي يقوم به, بذلك يكون الممثل مؤتمن على فكرة الكاتب .. يستطيع أن يحقق التواصل مع الجمهور, وأيضًا ( لا يأمر بمعروفٍ لا يفعله ).

طيب, المشكلة الآن أصبحت كما أرى هي العاملين؛ سواءً كانوا ممثلين, أو كانوا المخرجين والكتاب وفريق التنفيذ, أو المنتجين .. والمنتجين ليسوا التجار فقط.

( لا أدري هل يتوجب علي أن أسمي هذه الفقرة خاتمة أم فاتحة )

في النهاية, كي أصل إلى معادلة رصف الأفكار وتمهيدها لتتحول إلى عمل فني جماهيري يخاطب ما بالإنسان من فطرةٍ وروحٍ جميلة؛ ويخاطب ما به من رغبة السؤال والجواب, وجب علينا أن نعرف مقومات وخصائص الثقافة والفن من خلال الشخص الذي يتعاطى بهما, أي بمعنى من هو المثقف ومن هو الفنان.

الاثنين، 2 أغسطس 2010

عرض خاص في رمضان



رمضان. يا حلاوتك يا رمضان ! .. كثير من المسلمين يعلقون آمالهم بهذا الشهر, يعيشون بعيدين عن الأفضل في وجهة نظرهم طوال العام, ويعودون إليها في هذا الشهر. هذا الشهر هو الذي يؤوي الكثير من ضياعهم الروحي, الفكري, الإجتماعي, الإقتصادي !! , وضياعهم في السوق العمل .. أو الصناعة !!!

ضياع آه من الضياع !



أيوة ! برافو !!! أنا قاعد أستهبل . لأن الوضع مثير للإستهبال.

بغض النظر عن الباحثين عن فرصة الإهتداء المتمثلة في وجود الشهرالفضيل, وتغرية ( وضع الغراء ) حبال وخيوط الأرحام لصلتها, ورفع المستوى الروحي وترقيق القلب .. بغض النظر عن كل ذا !

إلى إن الناس اللي ماهي لاقية سوق غير سوق هذا الشهر لتسويق كل المنتجات اللي بتخطر في بالك هم اللي ما تقدر تغض (بصرك ) عنهم .. لأنهم فاتشين وبالقوة !


ليه يعني ؟ .. يعني غميتوني يا عالم ,,


أنا مني قادر أتصور كيف البني آدمين اللي بيتابعوا التلفزيون كيف قادرين يستحملوا سيول الإعلانات الجارفة ..

يا ساتر ! .. كل الإعلانات في الحياة تتحد لتكون لك ضياع مزمن في شهر الإهتداء ..

الإستهلاك يطارد فلول الهاربين منه كل مرة في الشهر, والغلبة له دائمًا.


يعني حتى اللي بيشوف له مسلسل في رمضان أظن إنو بيجاهد حتى يربط الأحداث مع بعض ..

هذي عرفناها ,, لكن اللي بيشوف برنامج في رمضان كيف يربط أم الأفكار مع بعض .. إذا كان الدعاة يدخلوك في دوامة الكلام المرسل والوعظ غير المرتب ,, واللي بيتكلموا في الفكر محتاجين إنو ما نقطع لهم تدفق الحديث .. كيف ؟!

ما ح أعرف أجاوب .. والظاهر اللي بيعلنوا مو عارفين كيف برضو, بس بيعلنوا في التلفزيون, والسوق, والشارع, وبيت جيراننا, وعلى الفيس بوك, والإعلانات المنسدلة ... والحياة حلوة

وكأن رمضان قد وجد مهرجانًا لتسويق الإستهلاك في الكون ..


وبما أني لابس نظارة سودا وأنا أكتب المقال الجيد ..


أقول هع .. من الجميل إنو في أحد بيكسب بالملايين في الشهر دا ,,


إذا صببنا جام غيظنا على المسلسلات وبرامج الفوازير والسهرات والفلة في هذا الشهر الفضيل, فمن باب أولى أن نصبّ جلّها على موجات الترويج للإستهلاك وإلغاء المتبقي في النفس من روح رمضان.


دعوة للمشاركة في ( عدم محبة ) الإعلانات


:)

الخميس، 1 يوليو 2010

أفلام عن فلسطين: إليا سليمان 1







أولاً وأخيرًا, هو الذي جعلني أرى السينما؛ حقيقةً, وأوقن بأن السينمائي يجب أن يكون مثقفًا بالدرجة الأولى, وأن الفنان الفلسطيني لا يكرم بسبب المساعدات الأوربية أو المشاركة الإسرائيلية في إنتاج أعماله, بل يكرم لأنه هو من قد أوجد كل هذا الإبداع بغض النظر عن المعونات والإنتاج.
لن أعرف كثيرًا, بـ صاحب :

*سجل الإختفاء:
- Chronicle of a Disappearance
-عام 1996
- حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا

* يد إلاهية :
- Divine Intervention
- عام 2002
- أبرز الجوائز:
- حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي
- جائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان السينما الأوربية في روما
- الفيلم ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي, لكنه رفض لأسباب سياسية كثيرة.

*الزمن الباقي:
- The Time That Remains
- عام 2009 .
-أبرز الجوائز:
- فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان : (Asia Pacific Screen Awards) في استراليا, مناصفةً مع فيلم الإيراني About Elly .
- فاز بجائزة النقاد من جمعية النقاد السينمائيين الأرجنتينيين.
- فاز بجائزة أفضل مخرج في نفس المهرجان الأرجنتيني (Mar del Plata Film Festival)

للتعرّف أكثر على المخرج :


http://www.youtube.com/watch?v=Bm7bZUutOx0

وإذا حبيت تقرا على الويكيبيديا

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A7_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86
بالعربي

http://en.wikipedia.org/wiki/Elia_Suleiman
بالإنجليزي

***

أنا ما حبيت أتكلم عن تاريخ إليا سليمان كثير, وأعطيتكم الروابط.
إذا شفتوها أو قريتوها كملوا قراية.

***

علاقتي بدأت بـ إليا سليمان بعد ما قريت عدة مقالات عن السينما الفلسطينية, وقريت مقالة عن ترشح المخرج لمهرجان كان عن فيلمه الزمن الباقي, وكمان عن إنو ترأس لجنة تحكيم كان لعام 2006 , طبعًا أنا جاتني فترة من التيه .. وكنت لازم أشوف أفلام غير الأفلام الأمريكية والمصرية, الوضع كان مزري لأني كنت لازم أشوف أفلام عدلة مو أي كلام, فـ بحثت عن إليا سليمان .. أكثر ما شدني إنو المنتج للفيلم إسرائيلي أقصد جزء من الإنتاج والدعم, وأحد المنتجين أيضًا كان إسرائيلي والثاني عربي أظن, فـ يعني أثارتني الحماسة أشوف إيش بيسوي الإسرائيليين؛ وكنت للأسف ماخذ فكرة سيئة عن عرب إسرائيل .. وخاطئة طبعًا, بس نحنا نسمع قصص .. التطبيع والعيش بين ظهراني الكفار والكلام دا .. بس مشي حالك.

شوية مقالات ومقاطع عاليوتيوب عرفتني أنا بتعامل مع مين. وقدرت أحصل على سجل الإختفاء صافي وأتفرج عليه, وأكتشفت إني أمام واحد مو سهل بالمرة؛ الفيلم من كتابة إليا سليمان .. وإخراجه أكيد, هذا اللي خلاني أعيد النظر في السينما عمومًا وفي الرؤية الحداثية, وإنو يكون الفيلم عميق, والمخرج يكون لو ( لغة سينمائية ), وإيقاع الفيلم. كل هذا اتضح لي من الفيلم دا. بعيدًا عن الغموض وادعاءات الرمزية.
وبعدها في بداية هذي السنة .. شفت فيلم يد إلاهية على اليوتيوب, وأمني نفسي برؤية فيلم الزمن الباقي اللي اليوم شفت منو مقاطع خلتني أموت من الضحك على أسلوب إليا الساخر.

طيب .. إليا سليمان

هو نوع من الناس إلي يعرف ينكت, بس بطريقتو: القلم, الكاميرا, التمثيل, والصوت, ويقدر يحكي بيهم كمان. تكوين الكادر عند إليا فن تتعلم منو, أسلوبو التمثيلي .. اللي يعتمد على عدم الأفورة- المدرسة الفرنسية .. ميز شغلو, حسو الإيقاعي في الحكي؛ يخليك تكون كأنك تعرف الناصرة أو القدس من زمان وفي نفس الوقت تفهم مشاكلها ومشاكل ناسها وتناقشها بكل عمق. كل دا بدون ما يحشرك في حوارات انتا في غنا عنها .. زي الأفلام العربي والمسلسلات الخليجية. وطبعًا خيال إليا سليمان .. مش ح قولك بقه D:

يمكن مدحت الرجال كتير .. بس مقطع واحد راح يثبت كلامي
من فيلم يد إلاهية

http://www.youtube.com/watch?v=65ytrkc1Zyg&feature=related

طبعًا هذي قمة السخرية. وهذا الأسلوب في أخذ الأمور بـ فهاوة هو جزء لا يتجزء من أفلامو.

مواضيع أفلام المخرج .. تتكلم عن الناصرة والقدس, بشكل يؤرخ به لنفسه, فـ يتكلم عن سيرته الشخصية؛ في سجل الإختفاء عنه بعد عودته إلى الناصرة من أمريكا, ثم ذهابه إلى القدس, في يد إلاهية يتكلم عن العيش في القدس, وقصصه في الناصرة أيضًا. أما في الزمن الباقي في يؤرخ لعائلته من الـ 48 حتى وقته الحالي ,, حيث يختم فيلمه بقفزة عظيمة فوق الجدار الحاجز.
هو ذلك النوع من الأشخاص الذين يرون أنّ في التأريخ للنفس رواية لأحداث الشعب كله, وللحقبة الزمنية جمعاء, فهو يعيد صياغة ماضيه, ويروي الواقع بتحليلاته ورؤيته كـ مثقف وفنان.


***


أظن إنو بعد الكلام اللي مو مرتب

>>> يتبع --- بس حاجات أهم

الاثنين، 28 يونيو 2010

دراما عن فلسطين 2: الإجتياح




صورة من صور الهلوكوست, ولكنها صورة متميزةٌ متفردةٌ جدًا, حيث أن المعذبين المحاصرين في خنادق الموت أو محارق القصف وضرب الدبابات لا يكتفون بالنحيب أو البكاء, بل يقاومون, ويوصمون بالعنف والإرهاب, وتمضي الأحداث والعيون تراقب وهم يقوامون, ويعيشون على إنسانيةٍ, قد لحّنت أحلى الأغاني في همسات تخرس أصوات انفجارات القذائف.

الإجتياح : - مسلسل من انتاجٍ أردني " المركز العربي " , عدنان وطلال العواملة
- إخراج المخرج التونسي شوقي الماجري
- تأليف الفلسطيني رياض سيف
- العمل به مجموعة كبيرة من الممثلين من الأردن, سوريا, لبنان, فلسطين؛ فهو عمل عربي
- رشح العمل لجائزة الإيمي, وحاز على جائزة ( أفضل إنتاج )
( أوسكار التلفزيون D: )




فـ إنْ كانت التغريبة الفلسطينية تأخذنا في حقبة زمنية لم يكن أبناء جيلي قد ولدوا حينها أو عاصروا أحداثها, فإنّ الإجتياح يذكرنا بالحوادث المهمة جدًا التي شاهدناها في التلفزيون عندما كنا صغارًا في 2002 . نعم .. نحن نتكلم عن جنين, (مجزرة مخيم جنين ).

في عملٍ يصور لك البشر وهم يعيشون قصصهم كاسرين بإنسانيتهم قيود وعنجهية الأرقام التي قد خبرتنا بها وسائل الإعلام حينها, فـ مصطفى, وحنان, وخالد .. ليسوا إلاّ مجموعةً من الموتى, أو الجرحى, أو بقايا الأحياء هناك؛ ولكن الإنسانية تتبدى في هذا العمل : المقاومة, وغريزة البقاء .. لتدخلك خارج أجواء الأرقام.

بذاهبك وإيابك خلال هذه القصص التي قد رواها رياض سيف, الذي قد أعاد رواية الأحداث قبل بدء حصار المخيم والأحداث التي واجهت الرئيس الراحل ياسر عرفات عند حبسه في مقره ومشكلة الأسرى والمقاومة, وحكايات الإرهاب والسجون, إلى ما قبل الإستعدادات للإصطدام مع الجيش الإسرئيلي, انتهاءً بنهاية المجزرة, وبداية حياة جديدةٍ للناجين في حدث لم يمر هكذا على حياتهم وشخصياتهم؛ بذهابك وإيابك خلال هذا كله .. تتبدى لك العبقرية في اجتذاب كل هذه الإنسانية من مجموعة كبيرة من القصص والأحداث التي قد تحيل أي بشريٍ إلا ( لا شيء ) .. فقدان للأهل وللأعراض- خطف, قصف وهدم للبيوت, وناجون أحياء يدفنون تحت الأرض, لا أمل لهم في الحياة بل في حياتهم بعانون آلام الموت, حبس وتجويعٌ والعيش مع الأموات جنبًا إلى جنب أو مثلاً بمثل . كل هذه الأحداث قد حصلت فعلاً لكننا نفاجأ رغم ذلك أن غريزة الفلسطيني للبقاء تجعله يحب ويحن وينظم الشعر, يحلم ويفكر, ويعيش داخل كل ذلك . إن القوة والعبقرية التي وضعت رياض سيف أمام تحدِّ نفسه في التحرك بكل خطواتٍ ثابتة أمام كل هذه القصص ليستطيع أن يمسك خيوطها ويربطها سويةً؛ مستنيرةً بصدق الحدث, والوضع السياسي الراهن, والشخصيات بكل أبعادها, وحاجاتها, والروح الإنسانية المطلوب توافرها داخل القصص هي التي صاغت لنا هذا الإبداع القصصي .. والتي وضعت في تحدٍ آخر في إبداعِ عملٍ آخر بمثل هذا المستوى.
فتحيةً لـ رياض سيف.

( ح آخدها عامي )
الإخراج .. كان قمة في الروعة والمصداقية, بحيث تحس أنك في قلب الحدث .. السمفونية التي عزفها شوقي الماجري التي أرتنا هرمونيات إدارة الممثل, الكاميرا, الصورة, المونتاج, مشاهد المعارك, استايل الاستدي كام .. كل هذا كان مبهرًا - لي بصدق , ومحركًا الجمهور للاقتراب من الحقيقة والناس.
شوقي يمكن كان دا العمل أحسن حاجة شفتها لو .. تقريبًا نفس الصورة دايمًا- مدير التصوير روسي أظن .. اسمو صعب D:
بس شغل شوقي الماجري في هذا الفيلم .. يحسب لو بصراحة .. واشتغل بقلب.

***

الممثلين وما أدراك عن الممثلين.
عباس النوري ( أبو جندل ) كان بطل بمعنى الكلمة, قيادي مقاوم من حركة فتح طبعًا فتح ديك الأيام, هوا أحد الأبطال اللي قادوا المقاومة واستشهدوا .
الدور يخليك تشوف عباس النور بشكل خطير, باب الحارة ولا شي قدام الدور اللي سواه .. شخصية قريبة من الشباب, وفي نفس الوقت تقدر تقود جماعات كثيرة, كمان فيها قدرة تُدخل لشخص الإنسان وتتواصل معاه بأقل تعبير ممكن, طبعًا البطل عباس النوري بدّع في الدور لازم أحط لكم مقطع لأداء هذا البطل .. أو لكل شخصية داخلة مزاجي .

http://www.youtube.com/watch?v=FeC8fudAVlk

هذا ولا شي .. شوفوا المقطع اللي بعدوا ..

عباس النوري- أبو جندل, ومنذر رياحنة- مصطفى
المقطع الجاي .. بيتكلم عن .. لمن أخت مصطفى الممرضة حنان أتمسكت من الجيش الإسرائيلي بسبب إنو أخوها المناضل, وهو الوحيد في العيلة اللي دري إنها محبوسة بسببوا, ومهوا راضي يقول لأهلوا عن الموضوع, كيف عرف ؟ .. الإسرائليين كلموه, راح قال لأبو جندل .. وأبو جندل حاول يتصرف بطريقتو .. D: ... استمتع

http://www.youtube.com/watch?v=h6GsHWhWF98&feature=related


***

منذر رياحنة (مصطفى) , هذا الممثل أنا صرت من أكبر المعجبين فيه بعد هذا العمل, أنا ما شفت واحد إذا صرخ يقنعك إنو ما هو قاعد يمثل/يصطنع الإحساس .. ممثل مهو سهل, ودور مليان وثقيل .. باين على منذر إنو قري النص كويس وذاكر للشخصية وقدر يجمع كل حاجة عشان يرسم ملامحها.
الشخصية هي مصطفى, مقاوم شاب .. يهرب عالجبال عشان هوا مطلوب أمنيًا, لمن تصير أحداث معينة يرجع على جنين .. هناك تصير الحرب وهوا يكون مع المقاومين ,, يكون مستعد .. تتفاجئ في المسلسل إنو علاقتو بأهلوا قوية مع إنو ما يقابلهم غير في مجموعة محدودة من المشاهد. القصة الرئيسية له .. إنو يحب فتاة يهودية-صحفية أنقذها هي وزميلتها- فلسطينية من عرب 48 .. لمن كان هوا وأصحابوا في الجبال. طبعًا القصة دي مسوية مشاكل .. لكن اليهودية دي .. فلسطينية الأصل .. أبوها فلسطيني يهودي, تساعدو في معلومات من الجيش الإسرائيلي لأنو أخوها فيا الجيش .. مصطفى ينقتل قدام بيتهم اللي كان نفسوا يرجع لو .. واللي يقتلو أخو حبيبتو .. وقدامها كمان.


http://www.youtube.com/watch?v=OAzmIjK2Hfo&feature=related

هذا مقطع لمن يشوف أمو .. أول مرة في المسلسل يتقابلوا طبعًا لأن من البداية وهوا في الجبال

http://www.youtube.com/watch?v=P23SzCES_xE

وهذا أول ما يقابل حبيبتو يائيل في الجبال .. هذا المقطع حسسني إنو .. يصرخ ويقول كلام مباشر جدًا للشخصيات .. بس ما حسيت إنو أوفر مرة .. يعني أندمجت معاه وصرت مصدق احساسه.


البطل يكون مجروح, والمحبوبة تدخلو جوة .. عشان يتعافى ويقدر يهرب من الأعداء, أخو المحبوبة ياخذ البطل لحد باب دارهم القديم, وببساطة يقتلو قدام حبيبتو .. يمكن تكون نهاية فيلم هندي, لكن لمن يكون البطل بطل .. والعدو محتل .. تختلف مقاييس تقبلك .. مصطفى يموت بعد ما يحقق حلمو إنو يموت قدام داره .. ويمكن قدام حبيبتو ..
http://www.youtube.com/watch?v=cTum_mtamVI

***

إياد نصّار ( خالد )" .. طبعًا هذا المبدع فوق الوصف .. ياخذك في جو عظيم بالشخصية اللي كأنها محمود درويش, مثقف مدرس وشاعر .. ينحبس في بيت رجل اسمو شفيق لمن يكون فارضين منع التجول .. مع ناس كثيرين .. في الفترة ديكا يحب بنت الرجال, مع انهم عايشين بدن موية, وفي كم واحد ميت معاهم .. وكمان في أم ملخبطة في بنتها جابت بنت تانية غير بنتها, وبنتها عند أم البنت التانية, فوق كل دا في مشهد لو ألاقيه .. وهوا يقول : مطر .. مطر .. مطر .. وفجأة وهما محتاجينو ينزل المطر .. عشان يروي جفافهم.

***

صبا مبارك (حنان) .. تحدت كونها فتاة جميلة يمكن فقط المنتجين يعطوها أدوار ما تناسب مستواها التمثيلي العالي - طبعًا جمالها مهو عيب - .. الممرضة اللي تساعد الناس, وتقوم على البيت في غياب أخوانها : مصطفى في الجبال, خالد يدرس في رام الله -أظن , وواحد من أخوانها أسير. وتندفن تحت الأرض وهي حية .. وفي واحد من الزلايب يحبها ويطاردها ونفسو يتزوجها ,, تنحبس معاه في ذاك القبر .. فلة D: ..

***


الكثير من الشخصيات .. هذي من الشخصيات اللي أثرت فيني ..
في ممثل مثل دور واحد أعرج عايش بالمخيم .. وباليادوب قادر يجيب لقمة لأهلو .. لدرجة إنو يتبرع بأعضاءه عشان الفلوس .. نسيت اسم الشخصية والممثل .. كلام كبير .. المسلسل مليان شخصيات مكتوبة كويس

كل الممثلين كان أداءهم تلقائي أو بنفس دي الطريقة .. العفوية غالبة .. والعمل يستحق المشاهدة من جد.

***

الخاتمة ..

نصيحة .. إذا حبيت تشوف العمل خلي الحلقات كلها تكون معاك عشان إذا خلصت من حلقة تنط للتانية, أحيانًا تكون في حلقات تقدمها بطيء شوي .. ويمكن هذا اللي يفرق الإجتياح عن التغريبة الفلسطينية, إنك في التغريبة تحس إنو جاتك معلومات كثيرة في حلقة وحدة .. فتنتهي الحلقة وانتا راضي .. بس فوق هذا المسلسل ( الإجتياح ) رائع !

المسلسل لم تقبله أي قناة عربية إلا الـ LBC .. رغم تكلفته العالية جدًا : 300 يوم تصوير شوف كم بيدفع فيهم المنتج .. غير الكومبارس اللي أحيوا الفيلم بطريقة حسستني إني في عالم حقيقي فعلاً. بعد ترشحو للإيمي عرضتو الـ MBC .. وهذا اللي قاهر صناع المسلسل إنو القنوات ما عرضت المسلسل !

شكرًا ,, وآسف على الإطالة.

بس هذي آخر لقطة لازم تشوفوها .. عبد المنعم العمايري .. ما جلس كثير في المسلسل لكن أدى الدور بطريقة آخ بس .. وأعطى المصور لقطة العمر .. اللي ح تغير حياتوا طول المسلسل أو طول العمر.

http://www.youtube.com/watch?v=4oCy8cGrzKw

الأحد، 27 يونيو 2010

دراما عن فلسطين : التغريبة الفلسطينية




يمكن مقدمة الموضوع اللي بالفصحى إلى بتتكلم في المجمل عن الخصوصية للفلسطيني بالرغم من إن قضية فلسطين قضية لكل العالم, تكون طويلة لكن كنت بوضح فيها وجهة نظري ومشاعري باستفاضة.
أنا دحين نفسي أتكلم عن الأعمال الفلسطينية اللي أثرت فيا حقيقةً .. يمكن بعضها ما يكون نابع عن فلسطين نفسها لكن أقرب لفلسطين عن أي دولة عربية.







1. التغريبة الفلسطينية : وليد سيف, حاتم علي- إنتاج سورية الدولية

عندما أتكلم عن التغريبة ( المسلسل ) فإن لا أضع كلامي تحت تقيمٍ معينٍ للمسلسل؛ لأنه من وجهة نظري فق التقييم الشخصي أو تقيمي الشخصي. وهذا الإرتباط بالمسلسل وفريق العمل قد تمثل في مشاهداتي للمسلسل أكثر من 9 مرات .. سواءً على القنوات الفضائية أو الدفيدي .. مما يجعلني أبعد الناس عن انتقاد المسلسل أو تحليله لفرط إعجابي الشديد به.

يحكي العمل حكاية عائلة فلسطينية فلاحة تعمل في قريتها أيام الإحتلال البريطاني .. وتمضي بنا عابرةً الزمن والتاريخ بكل تفاصيل الحياة وأحداثه الكثيرة إلى فترة التهجير للفلسطينيين أو التغريبة الفلسطينية. وهذا العبور لا يتوقف عند حرب 67 بل يمشي بنا قليلاً حتى نشهد نهايات قصص أبطالنا الذين ارتبطنا بهم منذ بداية المسلسل. الكثير من الشخصيات مثلت جزءً من الروح الفلسطينية, وأكدت على حقبة زمنية معينة من التاريخ الفلسطيني.






المسلسل .. بعدد حلقاته التي تفوق الـ 30 حلقة بقليل لا يضيع من وقت المشاهد دقيقة واحدة دون تقديم معلومةٍ جديدةٍ. النص مكتوب بحرفنة, والإخراج كان بشكل واعي .. مدروس جدًا .. والمسلسل كان عملاً متكاملاً من الجميع.
التصوير تم في لبنان على ما أظن ومناطق معينة في سوريا. ضم المسلسل عددًا كبيرًا جدًا من نجوم الدراما السورية, ومجموعة من الأردن ولبنان. وفكرة البطولة المطلقة قد أماتها وليد سيف بنصه الأكثر من رائع والذي سوف يخلد في صفحات التاريخ الفني, والإدارة الواعية لمدرس التمثيل بالمعهد العالي المخرج حاتم علي للفنانين أو طلابه الذين قد درسوا لديه بالمعهد كان قد أثمر نتائجًا مبهرة على الشاشة.

- الكاتب : د. وليد سيف شاعر وكاتب قصة قصيرة وكاتب دراما ومؤلف مسرحي وناقد وباحث وأكاديمي فلسطيني أردني.
كتب مجموعة من المسرحيات ومقلات تتناول المشاكل الراهنة والمعاناة, وتنهل الدراما التلفزيونية بأعماله الفنية بعد توقفه عن التدريس :
- الخنساء
- شجرة الدر
من إخراج صلاح أبو هنود

- صلاح الدين الايوبي
-ربيع قرطبة
- ملوك الطوائف
-التغريبة الفلسطينية
- صقر قريش
من إخراج حاتم علي






- حاتم علي ممثل وكاتب ومخرج تلفزيوني وسينمائي سوري (1962). بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة. حصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق / قسم التمثيل 1986. عضو في نقابة الفنانين في سوريا.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AA%D9%85_%D8%B9%D9%84%D9%8A
معلومات عنه على الويكي للاستزادة

عمومًا من أفضل المخرجين لدي
ما خرب نظرتي لو إلا بعد عمل صراع على الرمال ..

***

الممثلين

ح أتكلم على الشخصيات اللي مثلتها العيلة .. أهم الشخصيات

1- أحمد, القايد أبو صالح ( جمال سليمان )





مناضل وأحد قادة الثورة ضد الإستعمار, وأحد أبناء عائلة الشيخ يونس, كان تواجده كقيادي في الثورة في الربع الأول من المسلسل عظيم الأثر في رفع مستوى الحالة الإجتماعية للأسرة الفلسطينية داخل النسيج الإجتماعي في القرية, لكن الثورة عندما انتهت انتهى معها أبو صالح ( المجاهد المناضل ) تدريجيًا إلى حرب 67 .. نهائيًا . المسلسل يبدأ بموت هذا البطل.
" جمال سليمان دخلني بالجو .. فنان البني آدم ذا في دا الدور ,, كل ما أشوفوا أشوف القــ(ـكـ)ـايد أبو صالح "

2- علي, الأخ الأصغرفي العائلة, والرواي ( تيم الحسن )





الطفل الذي انتقل من القرية إلى المدينة كي يتعلم, حتى أكمل تخرج كـ معلم؛ ليواجه الجهل في القرية, رافعًا بـ ذلك رأس العائلة, وبعدها في الملجأ هو الوحيد الذي استطاع أن يتغير وينفصل بسبب تعليمه عن المخيم الفلسطيني. وبعدها أكمل عيشه في الولايات المتحدة الأمريكية




3- مسعود ..

الذي استطاع بحرفته ونباهته وقدرته على اغتنام الفرص أن ينتشل نفسه من هزيمته وضياع هويته الفلسطينية, واستطاع تكوين نفسه ماديًا خارج المخيم وخارج فلسطين.




هذه الشخصيات الثلاثة قد سحرتني , والتي تستمر حتى نهاية المسلسل .

( لكن وليد سيف لا يقف عند هذه الثلاث شخصيات التي هي في الحقيقة ليست الشخصيات الرئيسية فقط, بل يستمر بالتأريخ لمجموعة كبيرة من الأجيال والطبقات والشرائح المختلفة, مما يدل على نضوج رؤيته وفهمه وتحليله لواقع الفلسطيني اللاجئ )


***


بالنسبة لي - وإن كان من الخطأ المقارنة هكذا - التغريبة الفلسطينية ( المسلسل ) أفضل تناولاً من باب الشمس ( الفيلم ) بجزئيه : الرحيل , والعودة .. للقضية الفلسطينية ومسألة التهجير والحياة في المخيم.





باب الشمس = فيلم من اخراج المخرج المصري "يسري نصر الله" عن رواية بنفس الاسم للروائي "إلياس خوري" ,

الكتابة للفيلم:- إلياس خوري كـ روائي طبعًا
- يسري نصر الله؛ حيث أن تجارب التأليف كانت كثيرة في مشواره الفني
- محمد سويد

مقدمة : فلسطين والإنسان الفلسطيني والفن .. مقدمة طويلة إذا فاضي اقراها

أكتب ما أكتبه وأنا أتحدث مع صديقي على الفيس بوك تامر- فلسطيني : مواطن اسرائيلي- يافا؛ تل أبيب, عن فيلم عجمي, والوضع في يافا.

المقدمة :.

فلسطين .. ربما لأنها قضية العرب كلهم, أو قضية المسلمين, أو الناس: الإنسان, أو قضية الفلسطينيين وحدهم, أو قضية للتاريخ على وجه العموم والخصوص, كانت بهذه الأهمية. قضية السخرية الحقيقية من الإنسان والعرف والبشرية في نتاجهم البشري وإعمارهم للكون. إنها السخرية المخجلة النازعة عن الإنسان كل ذرات الهدوء؛ الوقوف باستشاطة أمام فلسطين وما بـ فلسطين. فلسطين ليست التاريخ فقط, إنها الواقع والمستقبل والحاضر بالدرجة الأولى, إن ما بـ فلسطين والإنسان الفلسطيني لهو أكبر دليلٍ على قوة الإنسان ومقدرته وإرادته التي تتنامى جيلاً بعد جيل. لذلك اهتم الجميع بقضية الكون الأبقى - حتى الآن - والأوحد إلى أن يطوي التاريخ صفحته ويخلد في سلام.

إن الحراك الذي شهده الإنسان الفلسطيني, والمثقف الفلسطيني خصوصًا, خلال فترة الإحتلال, وذلك النضج الذي سبق الكثير من المنظومات الثقافية العربية, ليضعنا داخل فقاعات لا متناهية من الدهشة التي سرعان ما تنفجر لترينا حقائق كثيرة عن قوة هذا الشعب وقدرته على الحياة. وإن ذلك النضج قد تمثل في النتاج الثقافي عمومًا, وفي السحر الذي قدمه أدباء فلسطين, وفنانيها .. مبقيًا خصوصيةً واضحةً تخبرك أحينًا بأنهم وحدهم قادرين على حل مشاكلهم, وأنهم بهذا الوعي وتلك القوة ليسوا مجرد مجموعةٍ من المحتاجين المستضعفين, إن القوة التي تمثلت في هذا الشعب هي المحرك الأول لشعوب الأرض حتى يصحّحوا ما اقترفه سكوتهم عن الحق البشري في الحياة. إن قضية فلسطين مع كونها قضية العالم؛ ودافعًا لحاجة العالم إلى التحرك, إلى أنها تحتل ما تحتل من خصوصيةٍ تتعدى إلى درجة العمومية إن أنت دخلت إلى فلسطين نفسها, تعرفت عليها دون أن تكتفي بالكتب, الروايات الشعبية, الخطابات والحراك السياسي, والإعلام عمومًا, ستصبح جزءًا من تلك الخصوصية حتى ولو كنت لست فلسطينيًا.
فلسطين ما زلت تملك تلك الخصوصية .. وهذه الروح الحقيقية.

وإن وجهة النظر التي قد تبنيتها عند مشاهدتي للأفلام الفلسطينية, وقرائتي للكتابات الفلسطينية .. في فهمهم وقدرتهم على مناقشة قضاياهم دون المساس بالقيم الأساسية للفن والثقافة, والتبحر في روح الإبداع مع كل هذه الطفرة القاتلة للجمال المتمثلة في المعاناة الحقيقية, لتجعلني من المؤمنين بأن ما يقدمه الفلسطينيون ليس شيئًا عابرًا نابعًا من مشاكلهم مع الإحتلال فقط, بل إنه شيءٌ قد وصلوا إليه .. كيف؟! لا أدري لكنهم كانوا قد وصلوا قبلنا- أقصد السعودية .. ثقافيًا.

الفلسطينيون= عرب الداخل (48 ) , أو اللاجئين .

الجمعة، 25 يونيو 2010

النهاية

بعد مشاهدة فيلم
Mary and Max, directed & written by Adam Elliot.
انتابني شعور بالجراءة للكتابة.

المشكلة هي في العجز والكسل عن الكتابة المباشرة, والبحث في غباء الأفكار. البعد عن الإنجازات دفعني إلى الإيمان بأن هذا هو الإنجاز الوحيد؛ الكتابة !
البحث عن فكرة هو الدافع الأساسي لكل هذا الحكي, الخاوي أحيانًا. أنا مجرد باحث عن فكرة فيلمٍ لم يكتمل منذ عاميين, والبحث مازال جاريًا وكل ذلك من أجل أن أجعل من أفكاري شيئَا مثمرًا للوصول إلى فكرة ناجحة.
هذه الكتابات هي رحلة بحثٍ عن فكرة نص ناجح.

آخر الأفكار التي راودتني بعد الخلود إلى الراحة, وقبل البدء في الدخول إلى النمط الآخر من الروتين هي:

1.

قصة رجلٍ ثلاثينيٍّ أرمل, يعمل مهندسًا معماريًا, يعيش وحيدًا في بيته بعد موت زوجته, واعتياده على الروتين قد أدى لنسيان شكل من أشكال ماضيه. حياته بذلك الروتين مستمرة في نجاحاته العملية التي يحققها دائمًا في مهنته, لكنّ مشكلة تغيير روتين وتفكير حياته.
وفي الآونة الأخيرة بدأ يحلم بجرائم قتل يكون هو جزء منها لضحايا قد شاهدهم في الحقيقة : أصدقائه, زملائه في العمل, الجيران ... !
يستيقظ كلّ يومٍ فزعًا ليحمل ذلك الهم, يتفقد روتينه اليومي, كل شيءٍ كما كان قبل النوم لم يتغير, يخرج صباحًا ليرى جيرانه يمارسون حياتهم اليومية بكل ذلك الروتين أحياء مكتملي الأعضاء, أصدقائه يرسلون له صبحاتهم عبر رسائل الجوال كعاداتهم, زملائه في العمل يشغلونه كل يوم .. حياته لطيفة بكل ذلك الروتين لم يتغير شيء.
وسلسة الجرائم تلاحقه كل ليلة .. بجرائم جديدة وضحايا معروفين. أصبح يتجنب التعرف على أشخاصٍ جديدين .. ويطالب بالعمل وحيدًا أو يتأخر عن النوم لكسر الروتين حتى تفارقه هذه الكوابيس.. آخر حلمٍ شغل باله ليبوح بهذه المشكلة هي أنه قد شاهد في الحلم .. كيف قتل زوجته ! .. وهو قد نسي كيف ماتت ....

أخويا أنس يقول لي عند هذه النقطة من الحكاية :
نعم !؟ .. اش تبغا ؟!! .. روح نام بس
على الأقل عبد الرحمن البدر عجبتوا القصة .. وأمي رفعت صوت المسلسل التركي وأبويا مشاها وجلس يشوف وحدة من المباريات
***

ثاني القصص

2.

قصة البحث عن قصة, مجموعة شباب فلة, يبغوا يسووا أفلام, عندهم أزمة مالية حقيقية, ومحتاجيين يتعاملوا مع الفيلم على أساس إنو فيلم تجاري .. عشان يجيب فلوس. هما طلاب لزاز .. عايشيين على المكافأة الجامعية أو المصروف, أحلامهم كبيرة .. ورطانيين في فلوس العدة .. هع .. أنا ما بتكلم عننا ( أنا وأصحابي أبدًا ) .. يخططوا لصناعة فيلم بميزانية معينة عشان يجيبوا فلوس, وممثلين عدلين, محتاجيين لنص حلو عشان بعض الممثلين يمثلوا بدون مقابل, أو عشان يكون معاهم كم متخصص, وكمان محتاجين .. فلووووووووووس !
أصاحبنا يخططوا لعدة مشروعات في الصيف لجمع الفلوس, كتابة النص وتعديله, والتصوير كمان ! .. كل دا في الصيف !!
الحياة ما تزال حلوة, يطلعوا بالعدة .. يصورا في الزواجات .. أعياد الميلاد, الحفلات والأعمال التوثيقية, ويا سلام لو واحد جاب لهم شركة تجارية تبغا تسوي لها دعاية.
القصة تمشي على كدة مستعرضة المشاكل الرئيسية الثلاثة : الفلوس, النص, التصوير
هذي تجرنا للمثلين, النص والواقعية, والتصاريح, والنص مرة ثانية ..

حياتهم تمشي زي اللوز, إلى إنو نكتشف إنو واحد منهم ....

هنا تنتهي القصة لأنها .. بدون نهاية, دامها تحكي عني وعن أصحابي .. حياتنا لهنا ماشية ما أدتنا مصايب جديدة والحمد لله

:D

***

القصة الثالثة

3.

أولاد متوسطة, يتقابلوا مع بعض بشكل أسبوعي عالنت, ويتكلموا مع بعض عن طريق الويب كام, فلة ! المهم يوم من الأيام وهما عايشين حياتهم مع بعض والا تخش بنت عشرينية على الويب كام.. فلة !! .. تخيل وش يصير لعيال المتوسطة .. هع .. البنت تشبك معاهم .. وبعد كثير من الأحداث اللي مهي في بالي,, تشبك مع ولد لسه في ثاني متوسط, يتعاملوا زي أخت كبيرة ,, وأخوها الصغير
الفيلم ح يمشي ويتكلم عن علاقة البنت الكبيرة بالبزر ..
وبدون نهاية كالعادة

عبدالرحمن البدر سلك لي,, وأخويا أنس طالع فيا .. وسلطان يقول .. فلة قصة فيها خرفنة

:D

الخاتمة

المشكلة في كل دول القصص التلاتة .. إنو ما فيهم نهاية !!
<<< شي السالفة !

هذا اللي عافس أم الدراما والصراع والفكرة من أساسها

سيد فيلد يقول فيما معناه في كتابه السيناريو :

إنو أهم شي لازم تعرفوا قبل ما تبدأ في كتابة السيناريو النهاية, لأنو هيا اللي ح تمشي الفيلم .. ومعرفة النهاية .. هيا أهم من معرفة كيف تبدأ نصك .