الأحد، 8 أغسطس 2010

الفنان والمثقف: من هو المثقف ؟

العاملون في المجال الفني هم المترجمون للأفكار- الرسائل المراد إيصالها للجمهور - كلٌّ بحسب تخصصه - , والأفكار والرسائل لها أناسٌ يشتغلون بها, يحللونها, ينتقدونها, يعرضونها على الواقع والتجريب, ويرون فاعليتها؛ هم المثقفون.

***

إن العلاقة الثقافية بين أفراد المجتمع هي كالآتي

1- نخبة مثقفة : تصنع الفكرة, تتبنى الفكرة. هذه الأفكار يتم تدارسها, تحليلها ونقدها, وتحويلها إلى منهج ودراسات مكتوبة في الكتب, ينهل منها أصحاب التخصص, والمثقفين.

إذا هم مفكرين, مثقفين, ومتخصصين؛ عاملين زي الكمبيوتر.

3- ( أدري الترتيب مخربط وناقص رقم لكن لحاجة في نفسي )

العامة .. هم الناس العاديين .. كل الناس اللي عايشين وبيشتغلوا في الحياة, مهم فاضيين للصنعة الفكرية, يبغوا يوفروا لقمة عيشهم, أو ينجحوا ويكونوا ناس طيبين.

مقلدين للعلماء وسايبين لهم مهمة التفكير والبحث المتخصص, متبعين للعرف .. يعني حاجات زي كذا .. عالم ما تشغل نفسها بالصنعة الفكرية. ناس عاملين زي الطابعة .. تقدم المنتج النهائي بعد ما تاخذ الأمر ( هذا ليس انتقاصًا )

طيب, الفئتين دولا مابينهم وبين بعضهم أي تلاقي كل واحد عايش في عالم خاص بيه.
لازم تكون هناك فئة تربط الفئة دي بـ دي. فئة تترجم أفكار دي لـ حياة دي. عاملين زي الوصلة " وصلة USB " .. أو تعاريف.

2- الفنانين .. الأدباء .. والمثقفين وأيضًا الصحفيين . هؤولاء هم الأشخاص الذين استوعبوا أفكار النخبة المعقدة الجافة ليحولها بدورهم إلى مبادئ مبسطة لطيفة بصبغة جمالية قريبة من قلوب وحياة العامة. زي ما قلنا وصلة.

هذي الفئات الثلاث هي الشكل المثالي لأي حركة تنموية- نهضوية ثقافية داخل المجتمع.

( الشكر الجزيل للدكتور جاسم السلطان اللي طرح النموذج الرائع ).

***

خلينا نتكلم عن الفنان وعن المثقف. من هما ؟ وما مميزاتهما ؟

متى نقول عن هذا مثقف .. ومتى نقول عن هذا فنان ؟

وهل نقدر نقول فنان مثقف أو مثقف فنان ؟

***

المثقف .. بكل بساطة ما هي مميزات المثقف .

خمس مزايا .

1- الصنعة الفكرية. تشمل 4 أفكار

- التخصص : أن يكون المثقف متخصص في أي مجال من المجالات الأكاديمية, هذا يكسبه المفاتيح التي يتعامل بها مع تخصصه, وأيضًا التخصص في قضايا معينة؛ مع وجود الإطلاع الواسع.
- المنهجية العلمية: تكسبه حيادية في البحث والوقوف على الحقائق ( البحث العلمي ) , والإطلاع الواسع على الأفكار, والتعارضات الفكرية. وبذلك يتحرك بهذا الشكل:.
" إبداع ( إبداع فكري ) , مصادر موثوقة, ثم تتفاعل المعلومات, بعد النتائج وأثنائها .. التعلم بسرعة ".
- الإنتاج الثقافي: في التخصص غالبًا, أو المجال الذي يشتغل به.
- الإبداع: من غير الإبداع لا يوجد صنعة فكرية حقيقية.

2- أن يكون مندمجًا مع المجتمع, ويتجه بمشروعه الثقافي للمجتمع ...
- يمتلك تصور واقعي
- جهد عملي واقعي
- جهد للتغيير. ( فاعلية )

3- الرؤية ( وهذي النقطة ح اتكلم فيها كثير ).

المثقف لازم يمتلك رؤية توضح له, حقيقة الوجود, علاقة الإنسان بالكون, هدف وجود الإنسان, حياة الإنسان ومصيره. وبعدين يكون لديه مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم رؤيته, وبعدين يكون مستند على نظام تشريعي في كل شي؛ وهي العبادات والتعاملات والحياة الاجتماعية سياسية واقتصادية وغيرها , قد تكون نظماً مدونة أو عرفية ومنها الدساتير والقوانين والأعراف والتقاليد, وقد تكون تشريع إلهي.

هذي الرؤية اللي سأل عنها فيصل في فكرة إني لازم أدور على شخص عشان أشرّبو فكرتي, وإن هذي الطريقة طويلة وغير مجدية, وإني أرضى بالأشخاص الموجودين عندي والعايشين بدون هدف. لكن النقطة اللي أبغا أوضحها لو أنا عندي شخص أتفق معاه في المعنى الوجودي, والقيمي, التشريعي خلاص .. لا تهم الأرآء الأخرى.

4- أن يكون ( قدوة ) , وجزء من ما يدعو إليه.

5- النزعة النقدية : طيب النقد ليس معناه أن أقبح الحسن. والنقد ليس مشكلة أبدًا.
النقد هو الفحص والفرز.
والمثقف لا يقبل الأفكار الجاهزة, سواءً كانت أفكار نبعت في المجتمع أو أفكار تراثية عرفية, أو حضارية.

( شكرًا لرسالة أبويا في الماستر اللي جلست أقراها ألين ما خلّص اختبارات )

***

طيب, بكذا عرفت إنو

-المثقف لازم يكون بيفكر .. ويعرف كيف بيفكر ويكيف بيطلع الفكرة
- المثقف قدوة
- المثقف صاحب مشروع
- المثقف صاحب فاعلية
- المثقف شخص ناقد

وفوق كل دا مبدع ومتميز.

***

الخاتمة ,, هذا ما يصنعه المثقف للفنان .. وما يتوجب على الفنان هو أن يأخذ من المثقف ومن ما عند المثقف, وعليه أيضًا أن يكون ابنًا لعامة الناس؛ يأخذ منهم ليعطيهم.

فل نتخيل الفنان كـ شخصٍ مصابٍ بانفصام, تتلبسه شخصيتان مصابتان بالتوحد, هع !
<<< نفسية !

ملحوظة: ما زلت أبحث .. من هو الفنان؟

الجمعة، 6 أغسطس 2010

الفنان والمثقف : مقدمة

لطالما سألت نفسي, كيف أستطيع ربط الأفكار المعقدة الموجودة في الكتب والتي تدور حولها جميع الصراعات, والنقاشات, والإنتماءات الثقفافية؛ بالبساطة الفنية والتأثير الجماهيري ؟


في فترةٍ وجدت في المسرح نموذجًا لهذا الربط, أقصد نموذجًا لتجسيد أفكار الكتب بشكل فني, أو جعل جفاف وتشعبات الفكرة فنًا. المشكلة كانت في أن العرض المسرحي- الفني .. كان " معقدًا جدًا " لدرجةٍ تصل أحيانًا لغموضٍ تامٍ يغشّي المعنى على أهل العمل نفسه؛ هذا دفعني إلى البحث عن المشكلات التي تواجه تحويل فكرة, رسالة, قيمة؛ إلى عمل ( فني ) دون الوقوع في فخاخ الوعظ والتوجيه المباشر- الخطابة بمعنى أصح. لكنني وللأسف؛ ولضيق النطاق البحثي وقلة المعلومات واختفاء الأدوات التحليلية, لم أجد شيئًا قد يساهم في حل هذه المشكلة بشكل جذري.





أنا بهذا المقال أحاول جاهدًا المساهمة في حل مشكلةٍ قد أراها مشكلة الأعمال الفنية في العالم العربي عمومًا, وفي المملكة خصوصًا؛ لأن عدم وجود تناغم بين الفكر والفن قد يؤدي إلى تصدير أعمالٍ خاليةٍ من المعنى ومن الهدف, وعاملين- فنانين بلا معنىً وبلا هدف.



أبغا أحاول أبدأها حبة حبة, على مهل.



ما هي المشكلة هل هي الثقافة أو في الفن ؟ أو أن المشكلة هي في المتعاطي بهما ؟



قرأت مرة لأحد أساتذة المسرح الروسي وتلامذة ستناسلافيسكي في " تربية الممثل "

يقول فيما معناه : أن الممثل الذي لا يحمل الفكر الاشتراكي ولا يؤمن به, ولا يتعامل بالمبادئ الأخلاقية الانسانية والاشتراكية لن يكون مؤتمنًا على فكرتي, لأنه مترجم لهذه الفكرة إلى الجمهور.



المسرح كان يطرح الأفكار الاشتراكية بمجموعة المحاسن الموجودة فيها, والتركيز على القيم والأخلاق, وكان ناجحًا في طرح هذه الأفكار. لكنه لم يكن يقبل أن يتحول التمثيل من إيصال رسالة إلى مجرد شهرة ومظاهر. الكاتب كان ينتقد أيضًا الشباب والفتيات الذين يحاولون تقليد نجوم ونجمات هوليود.



إن معنى الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها في تربية الممثل, أنه على الممثل أن يكون ( صاحب رسالة ) , مثقف, ومؤمن بالعمل الذي يقوم به, بذلك يكون الممثل مؤتمن على فكرة الكاتب .. يستطيع أن يحقق التواصل مع الجمهور, وأيضًا ( لا يأمر بمعروفٍ لا يفعله ).

طيب, المشكلة الآن أصبحت كما أرى هي العاملين؛ سواءً كانوا ممثلين, أو كانوا المخرجين والكتاب وفريق التنفيذ, أو المنتجين .. والمنتجين ليسوا التجار فقط.

( لا أدري هل يتوجب علي أن أسمي هذه الفقرة خاتمة أم فاتحة )

في النهاية, كي أصل إلى معادلة رصف الأفكار وتمهيدها لتتحول إلى عمل فني جماهيري يخاطب ما بالإنسان من فطرةٍ وروحٍ جميلة؛ ويخاطب ما به من رغبة السؤال والجواب, وجب علينا أن نعرف مقومات وخصائص الثقافة والفن من خلال الشخص الذي يتعاطى بهما, أي بمعنى من هو المثقف ومن هو الفنان.

الاثنين، 2 أغسطس 2010

عرض خاص في رمضان



رمضان. يا حلاوتك يا رمضان ! .. كثير من المسلمين يعلقون آمالهم بهذا الشهر, يعيشون بعيدين عن الأفضل في وجهة نظرهم طوال العام, ويعودون إليها في هذا الشهر. هذا الشهر هو الذي يؤوي الكثير من ضياعهم الروحي, الفكري, الإجتماعي, الإقتصادي !! , وضياعهم في السوق العمل .. أو الصناعة !!!

ضياع آه من الضياع !



أيوة ! برافو !!! أنا قاعد أستهبل . لأن الوضع مثير للإستهبال.

بغض النظر عن الباحثين عن فرصة الإهتداء المتمثلة في وجود الشهرالفضيل, وتغرية ( وضع الغراء ) حبال وخيوط الأرحام لصلتها, ورفع المستوى الروحي وترقيق القلب .. بغض النظر عن كل ذا !

إلى إن الناس اللي ماهي لاقية سوق غير سوق هذا الشهر لتسويق كل المنتجات اللي بتخطر في بالك هم اللي ما تقدر تغض (بصرك ) عنهم .. لأنهم فاتشين وبالقوة !


ليه يعني ؟ .. يعني غميتوني يا عالم ,,


أنا مني قادر أتصور كيف البني آدمين اللي بيتابعوا التلفزيون كيف قادرين يستحملوا سيول الإعلانات الجارفة ..

يا ساتر ! .. كل الإعلانات في الحياة تتحد لتكون لك ضياع مزمن في شهر الإهتداء ..

الإستهلاك يطارد فلول الهاربين منه كل مرة في الشهر, والغلبة له دائمًا.


يعني حتى اللي بيشوف له مسلسل في رمضان أظن إنو بيجاهد حتى يربط الأحداث مع بعض ..

هذي عرفناها ,, لكن اللي بيشوف برنامج في رمضان كيف يربط أم الأفكار مع بعض .. إذا كان الدعاة يدخلوك في دوامة الكلام المرسل والوعظ غير المرتب ,, واللي بيتكلموا في الفكر محتاجين إنو ما نقطع لهم تدفق الحديث .. كيف ؟!

ما ح أعرف أجاوب .. والظاهر اللي بيعلنوا مو عارفين كيف برضو, بس بيعلنوا في التلفزيون, والسوق, والشارع, وبيت جيراننا, وعلى الفيس بوك, والإعلانات المنسدلة ... والحياة حلوة

وكأن رمضان قد وجد مهرجانًا لتسويق الإستهلاك في الكون ..


وبما أني لابس نظارة سودا وأنا أكتب المقال الجيد ..


أقول هع .. من الجميل إنو في أحد بيكسب بالملايين في الشهر دا ,,


إذا صببنا جام غيظنا على المسلسلات وبرامج الفوازير والسهرات والفلة في هذا الشهر الفضيل, فمن باب أولى أن نصبّ جلّها على موجات الترويج للإستهلاك وإلغاء المتبقي في النفس من روح رمضان.


دعوة للمشاركة في ( عدم محبة ) الإعلانات


:)