الخميس، 29 ديسمبر 2011

كيف أحرج الشهيد الجميع ؟!



كان الناس يضحكونَ على المطالبين بحقوق الحيوان داعينهم للمطالبة بحقوق الإنسان. كانت السلطة تتفرعن وتتوحش أكثر.
كان الناس إن طلبوا حقًّا بكوا. كان السلطان إن تأنسن مارس الوصاية.
وخرج الشهيد ,,
وتمشّى في الشوارع, ولم يبكي, ولم يمارس الوصاية.
***
حدث ما كان يخافه الجميع. أن تسيل الدماء, أن لا يتغيّرَ شيء. أن يشاهدوا فيلم رعبٍ آخر, أو أن تتأثر حياتهم. وبقي الشهداء في الشوارع وحدهم, في الخيام, والشوارع, مهجّرين, في الزنازين, غرباء. لم يفهم أحدٌ لماذا ؟
في مصر, كانَ التغيير أشبه بالمستحيل, خرج مجموعة من الناس, ليسوا بشيءٍ في منطق الأرقام, واعتصموا بحبل الله.. هكذا وببساطة, وأخذوا يرددون كلماتٍ لطيفةٍ كثيرة في الشارع. والناس اعتبرت هذا نشازًا فلُغَة الشارع السِّباب. وبعد أن حُشِدَ النّاس خرج الكثير الكثير, وكأن مصرًا كلها خرجت ! لكنهم ليسوا بشيءٍ ..  بمنطق الأرقام.
الآن ترك الجميع الخيام, ووحدهم بقيَ الشهداء.
وعادت إلى الشارع لغة السِّباب.
لقد أحرج الشهيد بدمهِ الجميعَ؛ السلطةَ عندما ادعت أنها وصية الجميع وظل الله في الأرض. والشعوب عند طلبها رزقها فقط ! ولتذهب الدماء إلى الجحيم !!
وربما لم تعد المطالبات الشعبية ذات شرعية حقيقية.
وأصبحت حقيقةً هكذا :
يخرج الشهيد, يقبل يدَ أمه, لم تكن راضيةً .. وقد تعتبره ظالمًا لنفسه, يتوجه الشهيد إلى الباب حاملاً روحه على عاتقه, وهو يبتسم
(( أمي .. لا تخافي فلن أموت. لست جيّدًا كفاية ))
***
انظر في عيونهم,, هم حولك في كلّ مكان .. فقط تأكد أنك أنت أيضًا لست جيدًا كفاية

إهداءٌ إلى التخاذل الذي صبغني.



الاثنين، 12 ديسمبر 2011

جامعات سعودية تقدم مبالغ مالية مقابل الإحترام !! ( ترجمة لمقال مجلة الساينس الأمريكية )


جامعات سعودية تقدم مبالغ مالية مقابل الإحترام
·         By : Yudhijit Bhattacharjee

جامعتان سعوديتان تكافح لكسب إنتماء العلماء الأجانب متطلعةً إلى الظهور في المجلات البحثية.

استقبل ( روبرت كيرشنار ) بريد احتيال إلكتروني من أحد فلكيّي جامعة الملك عبد العزيز بجدة, حيث عُرِضَ عليه عقد أستاذ مساعد بمبلغ سبعين ألفًا سنويًا. وكان من المتوقع من عالم الفزياء الفلكية بجامعة هارفرد الإشراف على مجموعةٍ بحثيةٍ في جامعة الملك عبد العزيز, وأن يقضي أسبوعًا أو أسبوعين سنويًا في حرم الجامعة, ولكن صاحب الرسالة ذكر أن هذا الشرط مرن يقبل التفاوض. وكل ما كان مطلوبًا من ( روبرت كيرشينار ) هو إضافة اسم الجامعة كإحدى الجامعات التي تنتمي له في قائمة معهد المعلومات العلمية (ISI ) للباحثين المشهود لهم.

يقول ( كيرشنار ) مازحًا : " ظننتها مزحة. فهذه الأموال تبدو مغريةً أكثر من الزيادة السنوية التي يحصل عليها الأساتذة عادةً بنسبة 2% " ويكمل قائلاً : " ولكنني بعد أن وجهت الرسالة إلى رئيس القسم اكتشفت أن أحد الزملاء المشهورين في جامعة أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية قد قبل العرض من جامعة الملك عبد العزيز, وأضافها كمنتمٍ ثانٍ في قائمة معهد المعلومات العلمية.

ولم يكن ذلك الأستاذ المشهور وحده. حيث علمت ( الـ ساينس ) أن أكثر من 60 باحثًا متميزًا – كلهم في نفس قائمة (ISI) –  من تخصصات متعددة قد وقعوا على أن يعملوا بدوامٍ جزئيٍ مع الجامعة بعرضٍ مقدمٍ على غرار العرض المقدم لـ ( روبيرت كيرشنار ). وفي الوقت نفسه كانت مؤسسة سعودية أبرزَ من جامعة الملك عبد العزيز – هي جامعة الملك سعود – قد صعدت مئات الدرجات في الترتيب العالمي بشكل بادٍ وواسع في السنوات الأربع الأخيرة من خلال مبادرات تستهدف ربط اسم جامعة الملك سعود بالمنشورات البحثية؛ بغض النظر عما إن كان هذا العمل يحتوي أيَّ مغزًا من تعاون باحثي جامعة الملك سعود.

وقد حذر بحاثون من داخل وخارج السعودية من أن ممارسات كهذه قد تنتقص من الجهود الحقيقية التي تبذلها الجامعات السعودية للتحول إلى مراكز بحثيةٍ عالمية. فعلى سبيل المثال كانت الحكومة السعودية قد أنفقت ملايين الدولارات لتبني جامعةَ الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول؛ حيث امتازت الجامعةُ بمجموعةٍ ضخمة من أحدث المعامل والعشرات من الباحثين البارزين الذين يعملون كباحثينَ وأعضاء هيئة تدريسٍ متفرغين.

ولكن المبادرات النابعة من جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز قد اختارات الحصول على نتائج أسرع. يقول محمد القنيبيط : " هم يشترون الأسماء, ببساطة ! ". حيث كان أستاذ الإقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعودٍ قد انتقد مؤخرًا البرنامج مؤخرًا في احدى الصحف الرائدة- جريدة الحياة.  ويقول ( تيدي فيشمان ) مدبر مركز النزاهة الأكاديمية بجامعة كليمسون في ولاية كارولينا الشمالية أن البرنامج بتقصد قد سعى إلى إعطاء " انطباعٍ خاطئٍ أن هذه الجامعات قد قدمت بحوثًا رفيعة المستوى ".

وقد كان الأكاديميون  الذين قبلوا عرض جامعة الملك عبد العزيز يمثلون شريحة واسعةً متنوعةً من أعضاء هيئة التدريس في صفوة المؤسسات في الولايات المتحدة, وكندا, وأوروبا, وآسيا, وأستراليا, كلهم من الرجال. وكان بعضهم من المتقاعدين الحاصلين على الأستاذية الفخرية. وكل هؤولاء قد غيروا انتماءاتهم في (ISI ) كما طلب منهم في العقد, بل أنّ بعضهم قد أضاف جامعة الملك عبد العزيز كمنتمٍ لأوراقه البحثية. وقد ذكرت مجموعة من الطلبات في بعض بنود العقد أنه يجب عليك تكريس " وقتك كله, واهتمامك, ومهاراتك وقدراتك في أداء المهام المناطة بك " وأيضًا تطلّب " العمل بما يعادل مجموعه أربعةَ أشهر خلال فترة العقد ".

ويضيف أحد الموقعين ( نيل روبرتسون ) أستاذ الرياضيات الفخري بجامعة ولاية أوهايو؛ أنه ليس لديه مخاوف بشأن ذاك العرض ويقول: " إنها الرأسمالية! هم لديهم المال ويريدون أن يبنوا وينتجوا شيئًا منه  ". ويشير الفلكي في جامعة كامبردج في المملكة المتحدة (جيري غيلمور ) وأحد المنتسبين إلى جامعة الملك عبد العزيز إلى أن " الجامعات تشتري سمعة الناس طوال الوقت. ومبدئيًا هذا لا يختلف عن هارفرد عندما تشغّل باحثًا بارزًا أو تستأجره ".

ولم يردَ المسؤولون في جامعة الملك عبد العزيز على طلبنا في إجراء مقابلةٍ معهم. ولكن ( شندر جاين ) , أستاذ رياضيات متقاعد من جامعة أوهايو والمستشار عند جامعة الملك عبد العزيز وأحد الأشخاص الذين ساعدوا في توظيف عناصر جديدة قد قدم قائمةً تحتوي أسماء 61 أكاديميًا وقعوا على عقودٍ مشابهةٍ للتي وصلت للبروفيسور ( روبرت كيرشنار ). ويضيف أن الترتيبات المالية في العقود قد تختلف " على سبيل المثال .. بعض المنضمين يستلمون المقابل المادي كمنحة قدمتها الجامعة للبحوث لا كراتب ".

واعترف ( جاين ) أن الهدف الأساسي – المُمَوَل من قبل وزارة التعليم العالي – هو " تحسين مظهر وترتيب جامعة الملك عبد العزيز " , ولكنه يقول أن الجامعة تأمل أن الأكاديميين الأجانب سيساعدونها لبدء المشاريع البحثية الحقيقية. ويقول: " نحن لا ندفع هذه الأموال هكذا ! " , فأغلب الموظفين المنضمين يُتوَقّع منهم أن يزوروا الجامعة مدةً مجموعها أربعةَ أسابيع في السنة " لأعطاء دوراتٍ مكثّفة ", وأيضًا أن يشرفوا على الأطروحات الجامعية وأن يساعدوا أعضاء هيئة التدريس المتفرغين  لتطوير مقترحاتهم البحثية. ويقول أن ( ظلَّ ) أحد العلماء البارزين سيكون ملهمًا للطلبة المحليين وأعضاء هيئة التدريس.

ويقول بعض المتوظفين أنه لديهم اهتمام حقيقي لتطوير البحوث في جامعة الملك عبد العزيز, حتى لو لم يفهموا كيف ستتلاقى خُططهم البحثية الفردية مع اهتمام وإمكانيات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. ويقول ( راي كاليربيرغ ) عالم الفلك في جامعة تورونتو بكندا  وأحد الذين قبلوا العرض أنه اضطُرَ للبحث عن الجامعة في محرك جوجل بعد تلقيه للرسالة, وهو يعترف أنه كان قلقًا من أن الجامعة قد ترغب في شراء اسمه بادئ الأمر, لكنه اقتنع أن الجامعةَ صادقةٌ في الاستفادة من خبراته في البحث. وقد قدم ( كاليربيرغ ) اقتراحًا لتمويل تيليسكوب ينوي بناءه في جزيرة في القطب الشمالي الكندي, وقد يكون هناك فرصةً لإشتراك أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة في المشروع إن تم قبول الإقتراح.

ويقول ( روبيرتسون ) : " نعم, المظاهر مهمة لهم. ومع ذلك هم بصدد بدء برنامج دكتوراه في الرياضيات ". وهو يأمل أن تتدخل السلطات الخارجية لتسرع عملية الإصلاحات الإجتماعية في مملكة النفط الغنية. ويقول : " أظنها نسمةُ هواْءٍ نقي في هذا المجتمع المغلق ".

ويقول ( جاين ) أن جامعة الملك عبد العزيز قد تلقت الإشارة من جامعة الملك سعود عندما زادت درجتها العالمية بعدما شنت حملةً واسعةً قبل ثلاث سنوات. وكان ذلك بفضل عبد الله العثمان الذي تحصّل على الدكتوراه في علوم التغذية من جامعة أريزونا عام 1992 وعمل كوكيل وزارة في وزارة التعليم العالي قبل أن يعين مديرًا لجامعة الملك سعود عام 2008.

حيث تولى العثمان منصبه في وقت كانت الجامعة تنتقد من قبل وسائل الإعلام السعودية لمستوياتها المتدنية في الترتيبات العالمية. إذا احتلت جامعة الملك سعود في 2006 المرتبة 2910 بين 3000 جامعة في تقييم  (Webometrics ) , واحتلت جامعة الملك عبد العزيز المرتبة 2785, وجامعة الملك فهد – احدى المؤسسات الرائدة – المرتبة 1681. ولم تستطيع أي جامعة أن تصنف من أفضل 500 جامعة في قائمة شانجهاي عام 2008.

وقد قام العثمان بإضافة برنامجين لتحسين وضع الجامعة وهما؛ برنامج الزمالة العلمية (DSFP) الذي يذكر موقعه أن من أهدافه " زيادة عدد الباحثين المتميزين الذين ينتمون لجامعة الملك سعود " و " بدأ أنشطة بحثية مشتركة مع الباحثين العالمين الذين لديهم المقدرة في النشر في مجلتي " نيتشر-البريطانية" و"الساينس-الأمريكية" "., وبرنامج الأستاذ الزائر الذي ينص عقده – حصلت المجلة على نسخة منه – على أن الأستاذ الزائر يجب عليه نشر خمس مقالات سنويًا في احدى مجلات (ISI) المحكمة, ويعرض العقد مبلغًا لكل ورقة بحث منشورةٍ في مجلات (ISI) شاركت الجامعة فيها.
وقد حصل العثمان على النتائج السريعة التي أرادها. فقد وقعت جامعة الملك سعود مع عدد من العلماء الذين يحملون تصنيفات عاليةٍ من كل من أوروبا وآسيا وأمريكا, والذين رفعوا تقييم الجامعة بانتماءاتهم لها إلى 1211 في 2010 بما يقارب ثلاثة أضعاف المرتبة في عام 2008. ويضيف عبد القادر الحيدري أستاذ علم العقاقير بجامعة الملك سعود أنه كنتيجة لهذا, فقد تجاوزت جامعة الملك سعود تقييمها من 400 إلى 300 جامعة من ناحية الترتيب إلى 300- 200 جامعة في تقييم شنجهاي شهر سيبتمبر الماضي. وفي قائمة (Webometrics) التقييمية حصلت جامعة الملك سعود على الترتيب 186 مودعةً ترتيبها البعيد جدًا عام 2006 ( وكانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قد أحرز ترتيبًا بين 400 و 300 أفضل جامعة في ترتيب شانجهاي ).

وكنقدٍ للإستراتيجية العثمان, أشار القنيبط والحيدري إلى تأثيرها على سجل نشر خالد الرشيد – أستاذ علم الحيوان والمسؤول عن برنامج (DSFP), وقد بدأ خالد الرشيد كأستاذ في جامعة الملك سعود سنة 1992 بعد حصوله لدرجة الدكتوراه من جامعة ساوثمبتون في المملكة المتحدة. وخلال الخمسة عشر سنة السابقة لم ينشر إلا ما بلغ متوسطه أربع أبحاث سنويًا, أغلبها في مجلات شرقَ أوسطية.

وبالرغم من ذلك أصبح الرشيد خصيب الإنتاج منذ 2008, حيث كان مشتركًا في 139 ورقة بحثية متضمنةً 49 بحثًا في عام 2010 و 36 هذا العام. وأغلب تلك الأوراق بالتعاون مع باحثين عالمين أقروا بتلقيهم الدعم من مركز التميز البحثي للتنوع البيلوجي في جامعة الملك سعود والذي يديره هو نفسه. وبعض تلك الأبحاث تم التعاون فيها مع باحثين شاركوا في برنامج الزمالة العلمية المتميزة. وأحد هذه الأوراق البحثية كان عن الكيمياء الحيوية لإحدى نبات آكلات اللحوم (Venus Flytrap- Dionaea muscipula ), وقد نشرت الورقة في أكتوبر  في مجلة (PNAS[1]) وكان الرشيد أحد السبعة المسجلة أسماؤهم في هذا البحث, بالإضافة إلى ( إروين نايير ) من مؤسسة ماكس بلانك للبيوفيزقيا الكيميائية في غوتينغن والحائز على جائزة نوبل عام 1991 , وأيضًا ( رينور هيدريك ) من جامعة فورتسبيرغ في ألمانيا, والإثنان زميلين متميزين في جامعة الملك سعود (DSFP) !

ومتحدثًا إلى الساينس أقر الرشيد الزيادة الحادة في اسهاماته العلمية كانت بسبب الأموال المستثمرة من قبل جامعة الملك سعود, ولكنه نفى حصلوله على أي حق تأليف بفضل دعم الجامعة المالي للأجانب. وأكد أنه ببساطة قد بذل جهدًا كبيرًا, وذكر أنه كان يتحدث إلى المراسل من مكتبه قرب منتصف الليل حسب التوقيت في السعودية. " ومازال الوقت مبكرًا " يقول . ومن وجهة نظره أن " النتائج ليست كل شيء- حتى ولو كانت 70 إلى 80 ورقة سنويًا عددًا غير عادي. لقد زرت الكثير من المؤتمرات على مدى السنوات الماضية, ولقد تعاونت مع الكثيرين, وأنا محظوظٌ جدًا لمقدرتي جذبَ الآخرين للعمل معي".


[1] مجلة أحد أهم المجلات العلمية المحكّمة التي تصدر عادة في مجال الكمياء الحيوية.

الخميس، 8 ديسمبر 2011

كيف تصبح زومبي في 10 خطوات

عزيزي القارئ .. أفترض أنك إنسان طبيعيٌ سوي, تطمح لخوض هذه التجربة المثيرة. وأفترض أنك تحتفظ ببعض الدقائق الزائدة في يومك لتقرأ موضوعًا كهذا أو أنك مشغولٌ جدًا للتضطر لمثل هذا الموضوع القصير. نضمنُ لك عزيزي القارئ أن جميع الخطوات مجازة من قبل جميع المؤسسات الإجتماعية والعرفية وعالية الصيت والصوت:
من الشيخ Google حفظه الله ورعاه.


كي تصبح عزيزي القارئ زومبيًّا اتبع الخطوات التالية :.

أولاً : عليكَ التحلي بالشجاعة الكافية المؤهلة للترك عالمك القديم ودخول عالم الزومبي.


ثانيًا:  يجب أن تجد الدافع الذي يجعلك تستمر في هذه الرحلة بشرط أن يكون الدافع دافعًا تبريريًا حاجويًا. مثلاً : أريد أن أكونَ زومبي لآكل عيش, أو أريد أن أكون زومبي بشدة لكي تقبلني زوجتي المستقبلية, أو أريد أن أصبح زومبي لأن هذه الحياة ويجب أن أتأقلم معها.


ثالثًا : عليك أن تفسر ظواهر الحياة والوجود بناءً على هذا الدافع. إن وجدت نفسك تردد دون أن تشعر : يا أخي وش نسوي, أو هذي الحياة, أو تغني: وطريقك مسدودٌ مسدود يا ولدي فاعلم أنك قد أنجزت هذه الخطوة وعليك الإنتقالَ إلى الخطوة التالية. تنبيه : ستشعر ببعض التأخر في ظهور النتيجة بسبب مقاومة نفسية بشرية لا تقلق حاول أن تختلط بمجالس الأعياد أو المناسبات العائلية, وابتعد قدر الإمكان عن أي مجلس عفوي أو حلقةٍ غيرُ متكَلِفة.


رابعًا: أنت الآن تطمحُ إلى الوصول إلى مرحلة المادة الخامة لتعيد تشكيل ذاتك البشرية إلى ذاتٍ زومبيّة. عليك أن تترك العنان للآخرين كي يتصرفوا في أمورك, حاول أن تتمرن يوميًا على هز رأسك من الأعلى إلى الأسفل 4 مرات يوميًا على الأقل احدى هذه المرات أمام المرآة, وحاول أن ترد كلمة حاضر دائمًا.


خامسًا : مبروك. لقد قطعت نصف الطريق. الآن راقب حياتك؛ ستجد 3 مؤسسات في مجتمعك تحتك بها يوميًا : البيت, المدرسة, الشارع.
- البيت : بالنسبة لهذه المؤسسة, عليك أن تمتاز بالشفافية المطلقة, أن تحترم خصوصية البيت وأن تعتبر كل شيء في البيت هو ملك البيت, وأن تتحمل أي خطأ قد يحصل وتعتبره خطأك أنت.
- المدرسة: التزم الصمت فأنت هنا تطلب العلم, ولا تترك نفسك للهواجس والأفكار؛ وتذكر أن كل ما تتلقاه هنا صحيح, وحاذر أن ترفع صوتك بسؤالٍ أو اعتراض, واحرص على قضاء حاجتك قبل دخول الحصة.
- الشارع : لا أحبابَ هنا, الفرص تزحف أمامك, كل شيءٍ ملكك. ليس عليك إلا أن تباشر في اقتنائها, وتخيل أنك هنا وحدك.


سادسًا: سيمضي الوقت لتجد نفسك في محكّاتٍ محددةٍ مسبقًا.
- المدرسة : الإختبارت؛ أجب إجابةً نموذجية.
- الشارع : زحامٌ يومي؛ أجب إجابةً نموذجية.
- البيت : زواج مثلاً؛ أجب إجابةً نموذجية.


سابعًا : إن تخرجت من مقر دراستك ستجد نفسك في الشارع. لا تخف. ضع كل متعلقات في ملفٍ أخضر وتوجه إلى الديوان الملكي أو إلى أي جهة حكومية.


ثامنًا : انتظر إجراءاتك الحكومية والتزم بأوامر متابعتها, ولا تجزع أو تعترض.


تاسعًا: قد تجد وظيفةً في هذا القطاع أو لن تجد :.
-إن لم  تجد : ستظل في الشارع أو ستعمل هناك . تنبيه : قد تتعطل عملية تحويلك إلى زومبي.
- إن وجدت : إذهب فورًا. تأكد أنك قابلت مسؤوليك, تأكد أنك شكرتهم, تأكد أن أي شيءٍ يقولونه صحيح, وأنه يجب عليك أن تفعله.




عاشرًا: مبروك أصبحت رسميًا .. زومبي.


الجمعة، 22 يوليو 2011

هآي حنّوسة ! - التحية النازية

( كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ...
وبعدين الذيب قالّو : روح امشي ولا آكلك ، وبعدين هاداك قالّو : لن تستطيع ساقاتلك حتى النهاية. اصلاً الذئب شرير.(
وفجأة قاطع قصته اخوه الأكبر : لا الذئب مهو شرير
- مو شرير ؟!
- الشرير هو السلتوووووووح ( ما ترمز إليه شخصية مالك نجر ) !

هذا الحوار الذي دار بيني انا واخي حمودي ،نحن في بورصة التي تقع شرق جنوب تركيا؛ هذه الدولة التي تربط ما بين قارة آسيا وأوروبا، ونحن على هذا الارتفاع العالي جدا جدا داخل التلفريك المكتظ بالناس - السعوديين .. وما زال السلتوح - الحنس - الطعس .. يطاردنا في كل مكان.

- بورصة : أنت في قلب الرياض :.

من الجميل ان ننقل مدننا معنا، ،من القبيح ايضًا.
كنت لحظتها ابحث عن تعريف دقيقٍ للسلتحة والمطعسة والصربنة والمحنسة، ويبدو انني توصلت لشيءٍ سيفتح مغالقًا استعصت على العقل البشري. إن المشترك بين كل هذه الصفات انهم وكما يعبّر عنه : يحاولون أن يفلّوها. الفلة مصطلحٌ استخدم استخدامًا فريدًا بين الصروب والطعوس والحنوس والسلاتيح ، ويبدو ان الديالكتك الفريد والمتناقض المتواجد في ثنايا المصطلح قد اثمر تطبيقات وتنظيرات كثيرة.
ففي تعريف الظلم : وضع الشيء في غير محله
نجد ان المشترك بين الصفات العظيمة المميزة للشعب : هي وضع الفلة في غير محلها وفي غير اهلها
إن من واجب كل فرد أن يحارب هذا الفكر الضال، وأن يتصدى  له متسلحًا بالعقيدة وبحب الوطن. إننا يا شعب مللنا الصرمحة، مللنا الاستكنان، إلى متى كل هذا الهوان ؟! وجب على كل مؤمنٍ أن يقول لكل هذه المسيئات لا ! أن يصطبغ بهوةٍ أخرى إن كانت هويته، أن يجاهد في حق الإنسانية حق جهاد والله الموفق، وسحقًا للسلتوح.

انقطع التفكيرة وقفت احملق في وجه عائلتي الممتقع بعد أن :
مر التلفريك بعامود البكرات الذي يصل الحبال ببعضها في المسافات الطويلة، اهتز التلفريك مرة اخرى  ككل مرة صرخ التلفريك الممتلئ بالسعوديين : اووووووووووويييييييييييييييييياااااااايييييووووووووووووه !

الخميس، 14 يوليو 2011

My Trip To Turkey 1st day

I decided to write something in English because I needed to improve my writing skills. Therefore, I will blog about my trip to Turkey daily until I comeback home 14 days later.

  I felt that my trip to Turkey will change my mood and that actually what happened. On first day in Turkey, we landed at "ATA-Turk" airport, we collected our luggage and after that we went out to explore  Al-Bahbhon !

The first thing amazed me is how the traffic lows were respected in this country. At least, There's no doubt that driving etiquette and traffic lows respecting culture had been spread on the road between the airport and our hotel near the Taksim square and between the people who drove their cars at that time. THIS'S VERY IMPORTANT in any CIVILIZED nation. I recalled all the horrible scenes that I had suffered from, and I spited on every pragmatic justification we creates.


In the evening, my family and I hanged out at Taksim square to explore the city. There was a meeting culture carnival that was held and it seamed like AL- Janadriyah carnival but in modern, amazing, distinguish, and exciting way.
This city is very energetic and vibrant city. You will see in the streets tourists, street sellers, lovers, lost, desperate people, shining characters and TO MUCH Saudis ( as a Turkish barber said to me ) beside the diverse models of cars. The Turkish nationalism sanctified KAMAL ATATURK as a leader, as a character, as founder of modern Turkey and as a
patriarch of the Turkish nationalism. This guy have photo on every where; every symbol might a day life Turkey person feel proud about it.

Form the first touch with any Turkish person you will know that he is so proud of his language and he isn't fluent in a language other than Turkish so I and my brother Anas decided to learn some of Turkish words.

I think this trip will carries a lot of surprises and excitement.

Ayman

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

أروح أقحّص وأجي

أيها الشعب العظيم ..

أعلم أني رجلٌ معقّدٌ من السواقة .. بس من جد بلا سواقة !

في يومٍ عظيم, وفي لحظةٍ تجلى فيها العالم؛ وتوقف الزمن .. كنت راكبًا مع صديقي براء .. الذي يقود سيارته كأي شابٍ سعودي يقود سيارته .. وإذ بي أشاهد رجلاً يقود سيارته بيدٍ غريبة الشكل .. وبعد لحظة وعندما اكتشفت ماهية تلك اليد توقف الزمن, إن هذه البلد تفاجئنا بأشياء كثيرة؛ وأنا لست متأكدًا إن كنت قد تعودت على ذلك لكنني لم أصدم كهذا اليوم, صديقي عندما ترى شخصًا صحيحًا صريحًا يقود بسرعة 80 كم / ساعة مستخدمًا رجله فأكيد سيتوقف الزمن ! يا عالم .. لقد توقفت ساعتي فعلاً ! إنها لحظة صادمة فعلاً .. كان يقود قيادة الروتين اليومي .. ( يقال لنا : وهذا ما يفعله الطفش ) .. وما يقلقني حقيقةً أن الشعب- الذي هو محسودٌ ومغضوبٌ عليه ومشارٌ إليه- طفشااااااان .. لكن ليس هكذا !

أيها الشعب إن كانت ثقافتنا في السواقة (والحياة : الحب, الشجاعة, الرجولة, الوقت, التعبير, الفراغ ... إلخ ) تشبه هذه الصورة؛ فأتوقع أن نصبح أكبر سيرك عالمي أو معلم سياحي, أو سنكون ( عيارة العالم .. وقد يكتب التاريخ عنا ككتابات ابن بطوطة عن عجائب الشعوب أو ابن فضلان عن الشعوب الاسكندنافية )



تحليل ( ديالكتيكي بهبوني ) للصورة الاستاتيكية الحالية :

كما تلاحظون أن الصورة لزجاج السيارة الخلفي ( ! ) اللي وضعوا كدا ليس آمنا بطريقةٍ أو بأخرى يحتوي صورة رمزية جميلة ومعبرة وهي صورة - عداد سيارة .. يحتوي على آخر قراءات السرعة الموجودة غالبًا في أغلب السيارت : من ميتين لحد ميتين وستين.
خليني أقرا ما كُتِب بجانب هذي القراءات :.

200 = لمن تشتاق لـ حبيبك
220 = لمن تتأخر على حبيبك
240 = لمن يزعل منك حبيبك
260 = لمن حبيبك يخونك
وبدون الإشارة إلى أن حبيبك لا تشير إلى جنس أو ماهية هذا الحبيب قد يكون الحبيب : رجل أو امرأة؛ قيم سوني أو مبارة مصيرية .. أو حتى عشوة حلوة .. أو جرية للمشي بسروال وفنيلة في الشارع, لكني أشير حقًا أن الجملة الأخيرة المرافقة لقراءة السرعة تذكرني بطارق العلي في مسرحية صح لسانك يوم يقول أقحص وأجي ( يعني بيروح يفحط ) :.



لا نستطيع أن نتجاوز ما يحدث في الشارع وندعي أننا شعب واعي وراكز .. ففي الشارع التصرفات المستهجنة تطال الجميع - ليس الشباب وحدهم؛ وخلف اللطمات تضيع الهيبة المصورة في المجالس.





الأحد، 29 مايو 2011

الفتوات !

-هل نتوشح ونلبس منطق ( الفتوة ) ؟


أُثِيرَ هذا التساؤل في ذهني أثناءَ أحداثِ مصرِ وبعدها مباشرةً, وعزّزَ رسوخ هذا السؤال مواقفنا تجاه الثورة ( ملحوظة : انقسمت الآراء؛ والحقُّ كانَ بيّنًا إلاّ عن الغافل ). وتأكد جواب ذلك السؤال مع ظهور أحداث الأبطال في ليبيا وسوريا ( أحسنت يا أيمن .. افرح بالحقيقةِ المرة ) .. فنحن في مجتمعات وأنظمةٍ تحتكم لمنطق الفتوة ( اقرأ نجيب محفوظ لتشعر ما أشعر به ) .. فـ الأمن ولقمةُ العيش هما المفتاح لكل التجاوزات اللا إنسانية, والتحكّمات في مصائر البشر نتيجةُ هذه العبادة والتقديس للشخوص التي وفّرت ذلك. فبينما يحاسب أخي الصغير ( ثلاث سنواتِ ونصف .. ) عن مسؤولياته تجاه نفسه ( ألا يوسخ ملابسه, أو أن يمسك الملعقة " زي الناس  ! " ) ويعاقب على ذلك, تجدنا نلتمس كل الأعذار للمقصرين تجاه مسؤولياتهم تجاه مصائر البشر, نلتمس الأعذار لتقصيرهم في اختيارهم لبطانتهم, وأحيانًا نفترض وجود الحكمةَ الأولى والأزلية وراء قراراتهم, ندّعي معرفتهم للغيبيات التي لا نعرفها, ونرضى بسلوكهم لدهاليز الرذيلة السياسية وحجبهم للشفافية عنّا. سحقًا للعدالة التي نعرفها ! . وبعد ذلك, نصمت عن الأرواح المُزْهَقة التي تلطخت بها أيدي هؤولاء الرعاة ( على حد تعريفنا إياهم: فتارةً هم والدينا " وخسئت مكاناتهم عن ذلك " .. وأحيانًا هم سيف الله في الأرض, وأحيانًا نؤلّههم ونقرّر في أنفسنا علْمَهم بما غُيَّب عنا كأنهم الغيبُ ذاته .. وسبحان الله عنما نَصِف )  المتملّصين من إنسانيتهم, من مسؤوليتهم التي طلبوها بأنفسهم, أو من بيعات شعبهم ! .. نصمت ! تبًّا للإنسانية التي عرفناها !


-من يصنع الفتوّة ؟


وبعد الكثير من البكائيات واللّطم .. والتوشح بالسواد والصِّوانات الأربعينية داخل نفسي .. استفزني داخلي وقال : هم موجودون فمن أوجدهم ؟ ( ما ح أغشش الجواب : نحنا )
من هو الذي أصّلَ للصمت طولَ حياته الحضارية ؟ قدّسَ الأفراد بمجرد توفيرهم لفتات الكرامة الإنسانية ؟ من سببُ تطاول الإستبداد على كلياتنا الأولى ؟ من الذي وزّع المفاتيح للأقوى ووصم نفسه بالرّعيةِ التي ترعى خلف ظالمها ( العوام؛ الرعاع : معناها مو كويس )  ؟ من الذي لم يرَ إلاّ حياته هو فقط .. ونسي ما قد يقاسيه أولاده وأحفاده وأحفاد أحفاد أحفادهم .. وعاش للأنانية ؟

المفروض : أين يجلس الفتوّة ؟


( لن أقول على كراسي الخازوق : من آلات التعذيب المشهور, واستخدمت في عمليات الإعدام قديمًا .. ومعلوماتي عن استخدامها حديثًا معدومة .. ولكنني أرجح عدم اندثارها؛ يدخل الخازوق من خلف المسكينِ المُعْدَم ليخترق أحشاءه ويخرج من رأسه, ويحرص الجلادُ على حياةِ الشخص المُخَوْزَق حتى يخرج الخازوق من رأسه .. كي يعلم خطأه وجريرةَ ما قترف )


لا وجود للفتونةِ والإستبداد .. الشهامة والمطالبةُ بالحقوق هما المتربعانِ أصلاً مكان الشطارةِ والعجرفةِ والفتونة.


-عن طبيعة الشهامة .. والطلب أشير :

يصعب تجسيد صفات الحقّ والحقيقة في أشخاص, فذوات هذه الأوصاف تتجلى في الجموع الغفيرة .. والقرار الحر الصادق. تتجلى في الضمائر الفطنة اليقظة النقية. تتجلى في الفطرة السليمة.


- لو لخصت هذا المقال في سطور :


أرى أنّه من الجرم الأخلاقي ومن كبرى الإشكاليات أن نتقبلّ وجودَ أنظمةٍ منحلّةٍ لمجرد توفيرها لبعض الحقوق المسلوبة منةً وتفضلاً منها؛ وأن ندافع عن وجودها. ومن المشينِ جدًّا أن نلتمس لها العذرَ مهما كان. فالصواب لا يُنْصبُ بالخطأ ولا يُبْنَى بالظلم .. والوسائل لا تخالف الغايات.

السبت، 23 أبريل 2011

الإمامة

لم أتعود أن أكون مباشرًا هكذا !

وسأكون متطرفًا في المباشرة, وسأذكر لماذا كتبت هذا الموضوع, والفكرة الأساسية, وبمن أعرّض ؟
***

- لماذا كتبت هذا الموضوع ؟

نصلّي دائمًا, ودائمًا نختلف إن لم يكن هناك ( إمام " راتب " ) ؛ وكأننا نتعازم على العشا .. على من يؤمُّ الناس في الصلاة
أريد أن أفهم ماذا ورّثتنا هذه العادة أو هذا العرف.


***

إن الأزمة الحقيقية التي نواجهها كل يوم هي هذه المشكلة, إنها فكرةٌ سلبيةٌ توّرث صغارنا وكبارنا وتستهدفهم على حدٍّ سواء؛ الحكم بالشكل وتولية كل الأمور الدنيوية والدينية للأشكال. لم أرى عادةً تسألُ عن كفاءةِ هذا أو ذاك المقدّم للإمامة. نحن نقدّم الأكبر سنًّا وأحيانًا الملتحي, ( وتكون كملت لو كان أكبرهم سنًّا وأطولهم لحية " مع عدم التعريض بالسنة, ولا أقصد السنة بمثالي ولكن تفسيرها الخاطئ " ) . الشاهد, تساءلت قبل أن أُكبِّر مرةً .. هل يستحق هذا الشخص أن يكون إمامًا ؟!
مفهوم الإمامة ليس مقتصرًا على الصلاة بل إنه مفهومٌ واسع يشمل أمور الإصلاح, والتأثير في الناس, القيادة, والكفاءة ... إنها المفاهيم الفطرية التي يحيلنا إليها مفهوم الإمامة ( ولا أريد الحصر ).

- الفكرة الأساسية : ( من الآخِر ) أريد أبين أن عدم تقديم الأكثر كفاءةً له مدلولاتٌ أخرى غير المجاملات اللحظية والإبتسامات المصطنة, فما يقع في النفس بعد وأثناء الصلاة هو ما يوحي للإنسان أن الأحق بإمامة الناس ( قيادتهم مثلاً ) أكبرهم سننًا أو أكثرهم مقاربةً لتصويرنا للرجال المنقطعين للعبادة.

***

وربما الأحاديث التي دلّت على فضل الإمامة وأيضًا التي دلّت على شروط الإمامة أوضحت لنا أن السن ومظاهر الصلاح لم تكن هي معيار الإختيار الأولى, فأقرأهم لكتاب الله هو المقدّم؛ ( وبما أنّي أكتب ما يشبه الخاطرة .. قابلة للأخذ والرد ) ومفهوم القراءة ليس مقصورًا على التجويد وضبط الأحكام ومعرفة أحكام الصلاة فقط, إن المسألة أكبر من تضيقها في شرطٍ أو شرطين, فمفهوم القراءة نفسه بحرٌ من التفسيرات الإيجابية وبحرٌ من الإسقاطات التي يجب أن نقف أمامها ونتأملها. فمفهوم الإمامة يعتمد أولاً وأخيرًا على تفسيرنا لمن هو أقرؤهم لكتاب الله, ومن أعلمهم بالسنة, ومن هو الأسبق في الهجرة, والأكبر سنًّا ( وفي روايةٍ عن أم المؤمنين عائشة أنه أحسنهم خلقًا أو كما قالت ) .. فإن كنّا عرفنا قراءة القرآن بحسن الصوت وضبط الأحكام والتجويد ( إضافةً إلى الشكل ) فهذا يترتب عليه إيماننا بأحقيةِ الإمامة ( إمامة الناس ) للأكبر والمتعبدِ أكثر دون حتى النظر إلى كفاءته ... وعلى ذلك نبني.
إن مفهوم القراءة وحده يربي الإنسان, فما بالك بالأقرأ لكتاب الله, وهو ليس مقتصرًا بالتأكيد على تطبيقها ( القراءة ) على علوم القرآن فقط أو العلوم الشرعية فقط .. بل هي قراءةٌ حياتية تفسّر نفسها, وتحقّ الحق, وتحقيق الأهداف التي أوجد اللهُ الإنسانَ لأجلها.

- أعرّض بمن ؟

بنا جميعًا. أعرّض بمن جعلوا العرفَ دينًا, وجعلوا الفهم ( العائم للدين ) دينًا, وجعلوا أقوال الأولين شريعة. ومن لم يعترف بذلك فذلك يرجع إليه لخطئه أو صوابه .. ومقولتي لا تُلزم.

***

أنا عندي : المبدعون, والمفكرون, والقادة, والمصلحون, العلماء ( مصطلح يشمل الكل ولا يضع مراتبًا معينة ) , وأصحاب النفوس العالية ( الطموحات, والعزيمة ) هم أحق الناس بالصف الأول والإمامة. ومفهوم قراءة القرآن يلزم ( حفظه وضبطه, وفهمه فهمًا غير مكبّلٍ بتفسيراتٍ قديمة أو محكورة لأناس معينين, وإسقاطه على حياتهم وقراراتهم ونتاجهم ) وعلى ذلك نبني .. ففهم السنة أيضًا يخضع لنفس الآلية. ( أما مسألة الأسبقية والسن فلا أعلم فيها ولن أفتي فيها وأترك المجال لمن لديه العلم ) .

الخميس، 21 أبريل 2011

قصص ( ....... ) تحصل !!







أنا كنت من أكبر المناهضين لما يحدث من سائقي السيارات في المملكة من تصرفات غير مسؤولة, ومخالفة للأنظمة المتبعة عالميًا, وللمصخرة التي تمارسها بعد الأنظمة أيضًا في المملكة. ولكن, كل شخصٍ يضع أمام محكٍّ ( يَحُكّ ) معتقداته؛ وأنا أحد هؤولاء الأشخاص, وكان المحك الأعظم هو استلامي لسيارة ( والعياذ بالله ) .

-لن أطيل, أعصابي من فرط التوتر تجعلني لا أستطيع إكمال عنوان التدوينة حتى ! ثلاث قصص .. تحصل لأغلب السائقين تخرجهم من روحيتهم العالية وآدميتهم لتضعهم داخل قسوةٍ تباري قسوةَ الآلة, والرابعة تدعكهم بالسلبية.

1- مرةً تأخرت عن موعدٍ لي يوم الخميس, وأنا في الطرق إنسان سيء جدًا, فآثرت أن أتبع سيارةَ أحدِ أصدقائي, وكان صاحبنا ( مدرعمًا ) ولا يرى إلا الوصول إلى الموعد, وأنا أحاول أن ألحقه كي لا أضيع ( أنا وقتها لم أكن تجاوزت الـ 120 كم/ساعة ) وصديقي يرسل الرسائل ( ترى عادي تسرع !! ) .. لم تروادني نفسي, ولم يراودني هو, بل راودتني سرعة السيارات التي لم تلتزم بالسرعة المحددة في خط الثمامة. وفي لحظةٍ حقيرة بعد أن سقطت وخيطت بالسيارة كي ألحق صديقي, وأنقذ نفسي من براثن الكماشة التي تمارسها سيارت الخط, ( تكتش ! .. وعينك ما تشوف إلا النور ) ألتقطت لي صورةٌ وأنا مبتسمٌ أشير بعلامة ( النصر ) أو ( الحبتين ) لكاميرا ساهر .. ( أول مخالفة ).
المشكلة أن كل السيارات المسرعة قد خففت السرعة قبل الكاميرا .. يا حليلي !.

2- إنها الصباحات العادية, الناس تقود سياراتهم كأنهم لم يصطبحوا أو لم يفطروا, أنا أيضًا كنت على غير عادتي مستعجلاً, فقد كسرت قدسيةُ السرعةِ عندي والقت أيضًا, كانت اللفة, والسرعة قرب الحد المسموح, وقدمي لا بعيدةٌ كل البعد عن الفرامل, اسفلت الرياض الناعم والعجاج. زحفت السيارة, وقد أفادتني دروس صديقي العزيز الروميت القديم ( بيرو ) في التخميس في الهاف مون ( هع! ) .. وبعد أن سحبت السيارة وأصدرت صريرها الذي يطرب أشناب التماسيح ( زواحفنا أو زِحِيفُنا لديها أشناب ) , وإذ بفلشر الدورية يلامس عيني وصوتها يحرك مشاعري لأقف جانب الرصيف وأستلم المخالفة والخمس أيام حبس في التوقيف التأديبي.

3- إنها الغضبة الأم, لم أعد أحتمل البيت, ودائمًا ما تنتابني مثل هذه الغضبات في السنة ( إن جمعناه تكوّن لنا نصف شهر ) , كنت قديمًا أخرج من بيتنا لأمشي وسط الرياض راجلاً, متأملاً في الحال, لا تشغلني إلى كيفية قطع الإشارة سائرًا على قدمي دون أن أصدم, ولم يكن شغل جسمي إلى كيف يحافظ على توازني, وقدرتي على التفكير, ومؤشراتي الحيوية عاملةً, ونفسي منتظم هو ونبضات قلبي, وكيف يخرج التوتر  ويبعده عن روحي, وكيف يستثمر الأدرينالين. كل هذا لم يحصل اليوم عندما خرجت غاضبًا, أقود السيارة ولا أرى إلاّ الموقف أمامي. السواقة تورّث قسوة القلب ( السواقة أي قيادة السيارة .. وليست أن تسوقها على أحدهم " مصطلح حجازي " لأن السواقة " الثانية " تورث الخبث والدناءة ) وانطلقت مسرعًا لا أرى الطريق, دون أن أشغل نور السيارة. وأنا في الطريق وإذ بمجموعة من العمال تقطع الشارع عند ( حفريات طريق الملك عبد الله ) ولأنه لا يوجد لدى طول الشارع جسورٌ للمشاة فعلوا ذلك, وبسبب عدمِ فتحي للنور لم أرهم, وبسبب غضبي لم أفتح النور, وبسبب الأدرينالين توقف المشهد وتحرك ( سلوموشن  ) بنعومةٍ بطيئة جعلتني أتفاداهم, وبسبب قواعد وقوانين الفيزياء الكلاسيكية التي تجاوزتها ميكانيكا الكم التي كنت أسمع محاضرتها آن ذاك من عدنان الإبراهيم المنبعثةِ من جوالي, والتي قال عنها أنها لا تفسر إلا العالم الصغروي؛ تأثرت السيارة الإطارات وسلم الله الحادث بصدمةٍ خلفيةٍ, هيجت السيارة ثم أركدتها. وعلم الوالد, ولأنه كان مضطرًا لم يصلح السيارة حتى نهاية الشهر ! اليوم الثاني خرجت الصباح لأوصل أهلي إلى مكانٍ وسط الرياض, شطايا الغضبةِ بقت, دخلنا أسواق العويس, حيث يكثر الناس, والإختلاط, وسائقي التكاسي السعوديين. هنا المحك في آخر جملة. يقف سائق التاكسي ليحمل الركاب في نصف شارعٍ ضيق, لأتفاداه وآخذ الدوار الضيق, لينهي مهمته هو ويمشي من نفس الدوار في اتجاهي المعاكس وهو ( مُدَرعِم ) , لنتواجه في النهاية أنا أمشي واثق الخطوة ملكًا, وهو مدرعم, يضيق بنا الشارع كأنه لم يضق على أحدٍ من قبل, ويشتمني الحقير ( ويَخُزُّني بِمَكْسُورَتَيْهِ  ) , فتحرتق نفسي لأقف وأرى ماذا سيفعل ذا المهشّمُ مسبقًا, يرجع بِخَرِعَتِه ويفتح الشباك, لأطفئ الإذاعة الفرنسية وأنزل الشباك, ( وخّر .. أمشي انت .. أمشي انت شارع أبوك .. لا شارع آبوك انت ! .. ينزل ( ينقاله أنا هنا ) فأنزل له لأصدم بابي بباه فيمنعه ذلك من النزول, وأطبق كل الحكايات التي استنبطت منها كيف تصبح غير مأكولٍ من الذئاب : لا تخرجه من السيارة ( ولطّشه وخبّطه فيها ) حتى يطلع له صاحب, وإن نفسي حينها أشفقت على نفسي فتوقفت وأقفيت ( احدى كبرى الأخطاء التي ترتكبها في مضاربةٍ في الشارع .. فالشوارعجية يؤمنون بالغدر ومكيدة الحرب وخدعتها ) وإذا به يخرج بالنبوت ( أو العجرة أو القطلة .. اختلفت الأسماء والضّرب واحدٌ. ثلاث أشياء تعلمتها من قصص القتال ( المسلّح ) , 1- أضرب بأي شيءٍ معك ولو كان كعب الكتاب أو مفتاح السيارة, 2- اضرب الأكتاف والعظام والأفخاذ والأوراك والأرجل والركب من الخلف, 3- عفريتة السيارة سلاح جيد جدًا. وبسرعة, بعد أن لمحته يحاول الخروج, فتحت الشنطة وأخرجت العفريتة ( الجاك المستخدم في رفع السيارة ) وطبقت القاعدة رقم 2 وتاديت بعد الضربات وبعضها أصابت كتفي. ومن المدى .. من لحظات المستحيل .. من الغبنة التي تأتي بها تبعات القصص, ( بان له صاحبٌ حرفيًّا ! ) تأتي سيارةُ أجرةٍ لندّي السعودي وكادت أن ( تقفل الخط لولا أن تداركتني الرحمة .. لأركب سيارتي ( وسلفها مدقوق ) وأخرج مع خدشة كبيرة في الزجاج الجانبي الخلفي, لأفرفر في شوارع الرياض أفكر فيما جلبته لي ماحكاة الآلة .. وأرجع متأخرًا نصف ساعةٍ عن موعد أهلي لأستقبلهم صامتًا وهم بالأسئلة.

( السواقة تورث قسوةَ القلب .. )

وأنا بانتظار القصة الرابعة .. التي تورث النفس السلبية والخوف والإذعان التام ..
4- الحادث الكبير الذي يرتكبه السائق دائمًا إلى إن كان أسطورة ( تعريف أساطير السواقة : هم الذين لا يرتكبون المنكرات الأربع )
فهي تكسب الإنسانَ تخلفًا فكريًا وسلوكيًا وذوقيًّا !

1- أول مخالفة ( التصادم مع القوانين بشكل عادي )
2- أول نطلة في الشارع ( عدم التحكم في العقل اللاواعي .. " تنفيذ ما تراه يحدث أمامك يوميًا فيصبح الغلط عادي " )
3- الغضب والقيادة أثناءه ( الإنسياق وراء الغرائز الحقيرة لإثبات ما فشل إثباته منذ أيام داحس والغبراء )
4- الحوادث العظيمة ( السلبية .. والتواكل وربط كل الشيءٍ بأي شيءٍ سواك )

- الآن أركز على صياغة العنوان ..
لدي قصص , و كلمة تحصل .. ولم أجد كلمات توضع بينهما .. الآن وجدت .



" قصص كادت أن تحصل "

- لأكونَ صادقًا
1- تلقيت أول مخالفة لي : ثلاثة حتى الآن
2- ( زريت بالسيارة غير قاصدٍ وفرحًا بذلك .. ومنع أمر الله العجاجَ أن يخفيني عن أعين الناس اللي تحبس )
3- كادت فعلاً أن تحصل لولا رحمةٌ من ربّك
4- حصلت عندما كنت لا أقود السيارة .. ولا أطلب أن تحصل مرةً أخرى

* العلاج ببساطة : سواقة السيارة بالنسبة عندي مرض ( يورث صاحبها القسوة .. والهمجية ) , الأفضل لي أن أعود للمشي في أغلب مشاوري وأن أعتمد عليها في المسافات المكوكية.

- شكرًا.

________________

* صورة عشوائية من الحج جوجل أو غوغل .. 

الاثنين، 4 أبريل 2011

الكتابة الإبداعية .. تلخيصٌ لندوة إلى من يهمه الأمر.

لمن يهمه الأمر, بعد حضوري للندوة التي ضمت يوسف زيدان وليلى الأحيدب ومحمد الصفراني .. وبعد تسجيلي لمجمل الخواطر أثناء الندوة التي تحدثت عن الكتابة الإبداعية .. أحببت أن أشارك بما قيل ( من وجهة نظري أنا )

يوسف زيدان :

( للأسف لم أحضر الندوة من أولها .. هذا ملخصٌ لما حضرته .. ورتوشٌ بسيطة لزبدة كلام الدكتور )

- ( كان يتحدث عن رواية النبطي-لم أقرأها- على ما أظن, كان قد ذكر هذه الملاحظة أثناء الحديث عن الشكل واللغة المستخدمة أثناء كتابة الرواية )
استُخدمَ الرسم القرآني للكلمة إشارةً إلى الأصول ( يقصد الحدث التاريخي, وخلفية الشخصية التاريخية, وطبيعة الأحداث .. )
- وتلك كانت إشارة ضمنية " زاعقة " تشير إلى التحول اللغوي.

* في حديثه عن البناء :
( أشير إلى أن البناء في الرواية يقصد به .. بناء الأحداث الدرامية, وشكل القصة, وطبيعة الأجواء, اللغة, إلى آخره, يعني الإستايل )
- هو بناءٌ هندسي.
- كان يوسف زيدان يرسم أشكالاً, ومواضِعَ؛ حتى ينعكس ذلك في العمل
( شيءٌ شديد الشبه بالخارطة الذهنية )

* مكونات الرواية في رأيه :
( الشكل ) البناء + نصوع اللغة + الفكرة ( فلسفة النص )

وجهة نظري : الدكتور يوسف زيدان قد أشار إلى نقطة تنقص الكثير من الروائين السعوديين, وهي التركيز على البناء, والشخصيات, وحتى اللغة .. أعمال كأعمال الدكتور يوسف, تجد مثلها عند جمال الغيطاني, وبهاء طاهر مثلاً .. حيث أنهم يركزون حقًا في مرحلة ما قبل الكتابة ( إعداد الرواية ) كما يركزون على المراحل اللاحقة؛ لأن مرحلة الإعداد تبنى عليها كل ما يجعل للرواية فرصةً للظهور.
.: معلومات على الطارف :.
- بهاء طاهر استغرق اعدادَ روايته ( واحة الغروب ) ثلاث سنوات .. والرواية مكونة من 345 صفحة فقط
- جمال الغيطاني .. قد أصدرت روايته الزيني بركات على أنها كتاب مخطوطات هههههههههه من قوة حبك الاستايل
عن يوسف زيدان ( موقعه ) :.

http://www.ziedan.com/index_o.asp

ليلى الأحيدب :.
( لم أهضمها ولم أقرأ عنها شيئًا .. وكل الملحوظات على شخصيتها تصرف خاطئ مني لا ينقص من قدرها كإنسانٍ أو كـ امرأة أو أديبة )
- تقول أن كتابتها كانت تفريغًا لما تحس به ( أو شيء من هذا القبيل )
- بعد أن تكلمت مطولاً عن روايتها ( نسيت اسمها .. كان عرضها في الثماننيات أظن )  أن الناس كانوا محبكينها شوي .. والنصوص التي تكتبها المرأة تفسر مجموعة تفسيرات, وأن الحديث عن مصائر الشخصيات مشفوعٌ بالتبريرات للذكور فقط.

- من رأيها أنه : كان ثمةَ تمازجٌ ثقافي في ذاك الوقت بين جيلين
- إشارة سريعة : كانت تتراسل مع الروائيين والأدباء من جيلها الذكور والاناث .. عبر البريد .. وكانت الرسائل تصل إلى أخيها في مقر عمله ولا يقرأها, وكانت العلاقة هذه غير معلومة لأهلها ( أنا لا أحكم عليها بشيء )

* ملحوظة أيمنية : العلاقة المحكومة بالدسدسة علاقة خاطئة .. حتى لو كانت صح أو ما فيها شي !

- ترى أن مشهد الثمانينات: مرحلة خصبة, ( وميزة مرة عجبتني إنها أنذكرت ) وكانوا يقرؤون (كل شيء ) ولا " يستقعدون لبعضهم ".

- تكلمت كثيرًا عن التيار الصحوي .. ( وجهة نظري الشخصية ) أن تحركها الفكري مبني على ردِّ فعلٍ كـ كثير من الجيل بسبب الخلافات الثقافية التي حصلت.
- تقول فيما معناه: الكتابة حالة علن, والمرأة تحب الستر؛ وكان تحديًا لهم هذا البوح العالي ( تقصد أهلها .. ولا تشتمهم .. بل تتكلم عن الحالة العامة للأهالي .. بحكم معيشتهم في مجتمع محافظ عجنوا بنفس طبائعه )

* ملحوظة أيمنية : مهما حصل لا تعرض والديك للكلام حقيقةً .. العظماء يرون الجانب المشرق من ماضيهم.

- ترى أن نصَّ المرأة يُفَسَّر و يُخدَش .

محمد الصفراني :.
( تكلم في الشعر .. وقد تساءل عندما يرى أشخاصًا يحملون دوواين شعرية .. هل سيقرأ هؤولاء الشعر للمتعة أم للدراسة ؟! .. تحدث عن النقد الأدبي قليلاً , وكان هادئًا )

- عنه : عرف سرّ اللغة في القرآن وأحبها
- اللغة مسألة حساساة

- الديوان الأول : المدينة ( أشار إلى أنه لم يتبعها بكلمة " المنورة " لأنه تكلم عن المدينة كـ مدينة حيةَ ولم يرد أن تقفز إلى أذهاننا الهالة القدسية للمكان ).
-يشعر بغربة اللغة

- رأي استوقفني : النص الشعري في الجاهلية ارتبط بالسياق النثري, بعكس النص الشعري الحديث الذي يبدو كوليد غير شعري.
- وقال في ذلك أيضًا: يجب أن نجد مقاربة بين النص الشعري مع سياقه النثري, مع مخالفة مدارس النقد الحديثة ( أعطى مثالاً لا أذكره ).

- السياق اللفظي هو الذي يوضح معنى الكلمة ( من ميزات اللغة )
- من هذه الفكرة تكلم عن علم التجويد: علم التجويد لم يدون إلى في آخر القرن الرابع الهجري.
- التجويد هو فن الإلقاء, مع حصرهم له في القرآن .
- كتب عن : تجويد الشعر العربي الحديث.

***

بعد كلامٍ كثير في تلك الندوة .. كانت المشكلة أن الوحيد الذي تكلم عن الكتابة الإبداعية .. كان الدكتور يوسف زيدان

وهذه كانت أهم المشاكل .

غير مشكلةِ الوقت التي وجهناها عند طرح الأسئلة, ولم تتح لي الفرصة ربما لأن ( الشياب ) كانو يتكلمون .

عن الندوة :.

اضغط هنا


الاثنين، 14 مارس 2011

اضحك بكيفك, وسوق زي الناس !!

بما إني ممن ابتلي بقيادة السيارة في مملكتنا الحبيبة, وبما أني لا أفخر بكوني غشيم ولكن نظامي ( يربط الحزام دائمًا, يؤشر بالفلشر, يعتذر إذا سقط, يكشح عند اللفات, ويأكل مطبّات ), وبما أني كنت أحد المنظرين المعارضين للقيادة ( السواقة بتعبيرٍ آخر عشان الرقيب الإلكتروني ) السعودية .. والأخلاقيات والأدبيات التي نتداولها فيما بيننا .. فلن أتكلم عن نظام ساهر ! لأنه نظام مو بيدي لوحدي أنا أتكلم عنه, ولأني لم أفلّش بعد والحمد لله ( أقصى سرعة 120 ) ,, سأتكلم عن حاجة وحدة اللي هي :

وعلى غرار ( كلْ بكيفك, والبس بكيف الناس ) ؛ سأتكلم عن مؤتمرات الحوار الوطني التي تحصل بين السائقين.
حصل بيني وبين أحد المسرعين حوار كالتالي ( في نص الشارع ) :
بعد أن كان مسرعًا وشطفني بعد أن طلعت من اللفة, وبعد أن لحقت به وأشرت إليه أن " قدْ مثل الناس ", عاد إلي وفتح شباكه قائلاً :
- خير؟!
- ياعمي شطفت أمّي ( ولاحظ ان هذه الألفاظ لأحب الناس إليّ دائمًا, ولكنها تستخدم في غير سياقها ) !!
- لا ياشيخ ! ( لفظٌ آخر يستعمل في غير سياقه )
- سوق زي الناس
- انت اللي طالع عليّ
- وانت اللي مسرع في خط مو خطّك, وقاعد تخيط
- (ضحك )
- وش فيك تضحك ؟
- بكيفي !!
- اضحك بكيفك .. وسق زي الناس
( هذا الحوار قد يبدو لك من اكثر الحوارات السواقية حضاريةً إن كنت ممن له باعٌ في السواقة )
افترقنا مكونين دلتا النيل .. ولكم كنت لحظتها أتمنى أن يبعد عينه ليفاجئ بعامود نور في نصف جبهته ..
ولكن, خلينا نحسبها ( وش ذا التخلف ؟! ).
يعني كلنا غلطانين .. وقاعدين نتفلحن على بعض. ليش ما واحد فينا اعتذر للثاني وخلاص؟
أنا شخصيًا, أعتذر .. بس في هذي المرة .. مدري وش الوضع كان ساعتها؟
أتوقع بثقافتنا اللطيفة في السواقة ما راح ينفع معنا ساهر .. اللي بينفع معنى ساحات .. لتفريغ الشحنات السواقية السلبية : تروح ترتكب مخالفات في منطقة حرة تنشئها المؤسسة,وتدفع خمسين ريال, وبعدها تطلع الشارع وتسوق نظامي, وخلصنا!

خارج المعرض الأخيرة, وما بعدها

لكي أكون مختصرًا :.
يوم اللأربعاء. لم أذهب .. كنت أنسخ السيديات وأتنقل بين القاعات, استمع لـ الشيخ عبد الوهاب الطريري وهو يلقي دورته, أصور قليلاً, وأعود لأنسخ السيديهات, وأكمل رواية فتنة جدة, التي أشعلت في حماسة إخراج مجموعتي القصصية الأولى.
عدت متأخرًا, وتعشيت شاورما.

يوم الخميس :.
لم أذهب .. لأني عدت متأخرًا بالأمس. ( ذوقيًا )

يوم الجمعة:.
حبكت أن تكون المظاهرات ذلك اليوم. وحبكت أن تكون مقاضي الشهر ذلك اليوم.
والحمد لله أنها أمطرت ذلك اليوم.

***

ما بعدها.

الإنترنت لم يشتغل.

حصيلة 31 كتاب يجب أن أنهيهم هذا السميستر.
بعد أن انتهت معاملتي بين الوزارة والجامعة حفظت ورفضت والحمد لله .. وشخصٌ لطيف يقول لي أن معالي الوزير يرى أن مدرستك الأهلية ليست بـ ( شي ) وأخذ يطعن في شهادتي .. ومجهودي, فل يذهب إلى أي مكانٍ كالجحيم .. ! لأني لم اعد أذكر اسمه.
( سأفرد قائمة بالكتب, وتلخيص لمحاضرة يوسف زيدان )
تم الانتهاء من ثلاث كتب حتى الآن.
وتم تفعيل مشروع القراءة السريعة, والخارطة الذهنية للحاجة الملحة لهما.

***

وأنا الآن مختصر يا جماعة .. ولا أظن أن أحدًا غير حبيب قلبي فيصل النويمي سيقرأها ..
( كيف حالك يا صاحبي .. الحمد لله على السلامة ! )

الأربعاء، 9 مارس 2011

خارج المعرض 6

صباحٌ رباني : نسائم فيروزية تلمسك صباحًا, وجوٌّ رائق.
كان يسجل صديقنا الأستاذ طارق المبارك على جداره في الفيس بوك..
مشكلة الرياض مشكلة جوّ.
الرياض بجوها المتغيّر تصنع مجتمعًا كجوّها, متغير, متقلب, ولكن معروف المعالم, ومكروهٌ إن لم يعاشر,, مسكينةٌ هي الرياض.
وصلت إلى الشركة والباب مقفل, طرقته طرقاتٍ خفيفية فلم يفتح, فآثرت التسكع في المعرض ريثما يحين وقت خروج اخوتي من المدرسة. المعرض مليئٌ بطلاب المدارس صباحًا, مليئٌ بالهاربين من الدوامات. ذهبت إلى الشبكة العربية لأسألهم عن كتاب الدكتور محمد العبدالكريم للمرة الرابعة آتيهم ولا أجد الكتاب, ولكنني تأملت خيرًا هذه الليلة. عدنان الإبراهيم مازال يرافق مسامعي, ولكن في التربيه هذه المرة, وهذه المرة جرّبت بعض الأفكار الذي طرحها, وأيضًا فكرةٌ طرحها أ. ياسر الحزيمي أمس ( أعلم أنك تتابعني .. كيف الحال ؟؟! .. " أيمن يلوح لك " ) .. وجربت كما ذكرت لكم الأفكار على أخي الصغير محمد. أخي الأصغر محمد شخصيةٌ متمردةٌ بحق, تُجِلّها وتحترمها, ولست أنا من يقدّر متى يحق له التمرّد, ولكنني أحاول أن أزرع نفسي في قلبه حتى أعيش حالةً متجددة بحقٍّ معه. طرح ياسر الحزيمي فكرة التواصل البصري كـ وسيلة قوية للتأثير وقراءة الجمهور في دورته المتحدث البارع. أنا أخذت الفكرة وطبقتها مع محمد ( بعد سنواتٍ سيقرأ محمدٌ التدوينة, هع ! ) كنت أصرخ في وجهه إن أزعجني وأغرقه بسيلٍ من الأوامر أو النصائح وكأنه يفهم ما أريد, أحادثه كـ نفسي, لم أراعي أنه لم يقرأ أسس التقدم ( نسأل الله الإخلاص, ... ) .وبعدها؛ جرّبت الحركة ونفعت ( المزيج بين فكر عدنان الإبراهيم, وأفكار ياسر الحزيمي ) ,, وسأورد القصة لاحقًا.

في المعرض .. اشتريت كتابين للكاتب إبراهيم نصر الله,, واحدٌ يتكلم فيه عن السينما ( الكتاب الوحيد هذه السنة ) ,, وروايةٌ من سلسلته الملهاة الفلسطينية ( طيور الحذر ). وبعد أن عدت إلى بيتنا, وتغديت, ذهبت إلى الدورة متخبصًا بسبب أنني لم أذهب إلى الدوام وأكمل ما كان يجب أن يكمل, وربك يسّرها والحمد لله طيلة اليوم, ألم أذكر أنه كان صباحًا ربانيًّا ؟!

المغرب .. كان التدريب على أشده, والمتدربين على قدمٍ وساق, والأفكار تتدفق والوعي يزداد ( مع كوني أستغرب وجود بعض المتحفظين من المشاركة أو بعض الذين يضيّعون الوقت,, المهم .. ) , ذهبت إلى المعرض المزدحم جدًا ( نص ساعة عشان المواقف .. وفي النهاية وقفت في مركز المنتجات الوطنية ) لأحصل على كتاب الدكتور محمد العبدالكريم.
رأسًا توجهت إلى الشبكة العربية, لأجد نواف القديمي هناك ( المرة الرابعة ) , تكلمت مع العارض, ووجدت الكاتب. الدار مزدحمةٌ جدًا. صوتٌ من بين الجموع نادني ( الأستاذ محمد عثمان ) . أهّلنا وسهلنا ببعضنا, وهو وقتها كلم الأستاذ نوّاف القديمي, والتفت إليّ بعدها ليشير إليّ أن السيدة .. الدكتورة فتحية ( زوجته ) .. موجودة هنا في المعرض. سلمت عليها وحمّدتها بشفائها ونجاح العملية, واعتذرت عن كوني لا أعلم بذلك لانشغالي بدراستي .( أ. محمد عثمان رجلٌ شاعر, والشعراء ينقلون الأخبار في كل العصور. كتب الأستاذ قصيدةً عن مناسبة الشفاء ووضعها في صفحته على الفيس بوك, وعلمت أنا بعدها.)
كان الأستاذ محمد مازال واقفًا مع الأستاذ نواف عندما سلمت عليه ( أخيرًا اتعرفنا على نواف القديمي .. كنت منطلقًا وقتها " الصباحات الربانية " ) .. كان نواف القديمي لبقٌ جدًا.
الحكمة الإلهية أن جعل في محفظتي ورقة خمسمئة ريالٍ يتيمة .. وكتابُ الدكتور محمد العبد الكريم بـ 15 ريالاً ( مع اني دايمًا أقول لهم أسعاركم غالية ) .. والعارض معاه صرف إلا من خمسين ريال .. فـ قمت أنا واشتريت كتاب الدكتور ونفس الكتاب اللي اشتراه الأستاذ محمد عثمان (كتاب لـ نواف القديمي .. نصف المقالات التي فيه قد قرأتها ) وطلبت من الأستاذ نواف القديمي التوقيع, قام مشكورًا وكتب إهداءه على الكتاب, ولم يرضى أن يكون إهداءه مجرّد حبرٍ على ورق .. وأهداني كتابًا آخر له.

( أجمل الأيام هذا الأسبوع .. أتمنى أنك كنت ايجابيًا فيه يا عبدالغفور )

عدت في موعدٍ مهمٍ إلى الدورة, وياسر الحزيمي يسلب الأنظار ويحرك الشعب ..

يعلمك هذا الإنسان, كيف تختم العرض. وعمل حركة ( نلب* ) عشان يكسر مخاوف الناس, وقلب الدورة حصة كاراتيه ..
وخلاهم كلهم يعملوا حاجات كانت خارقة في أذهانهم وكسروها ( حرفيًّا كسروها ) ..
أيقنت بعدها أن الطقوس التي كان يعملها خالد عبدالسلام مع بدر بحري ,, ومغامرات طلاب الجامعة في صعود البرج ( فيصل النويمي تحديدًا ؛ العشاء فوق مبنى 5 , وتحديات الجري, والسباحة " المارثونية, هع ! " ) كلها تجدي نفعًا.

عدت مبسوطًا.

نهاية صباحٍ ربانيّ.

الثلاثاء، 8 مارس 2011

خارج المعرض 5

الأيام المثالية لا تبدأ بصباحات مثالية.

انطلقت لأعيد إخوتي من مدارسهم, وعدت إلى الشركة .. انتهيت من عملي بسرعة وخرجت لأتغدى, وذهبت مسرعًا بعد ذلك إلى الهوليداي إن*. كيف أذهب إلى معرض الكتاب المغرب وكيف أعود في الوقت المحدد بعد العشاء هو ما كان يشغلني, وصوت عدنان الإبراهيم يستحثني لكي أركز فيما يذكر عن مكنيكا الكم والنسبية .. تمنيت أن يكون لي ذاكرةً تحتفظ دون عناء بما أريد, أن لا أحتاج إلى الورقة والقلم, ويبدو أن الموضوع سيأخذ عزيمةً وبتوفيق الله.

لا شيء جديدٌ نظريًا, ما استفدته صدقًا مهارات التدريب المتعلقة بالثقة, والخطبة المستفزة للهمم التي بدأ بها أ. ياسر الحزيمي الجزء الثاني من الدورة هي التي أقعدتني قبيل صلاة العشاء. الثقة هي الصفة الموجودة عند كل المؤثرين, هي ما تكسبهم الحضور
( الكاريزما .. إن صح السياق ) , وتوقعهم في نفوس البشر, وتخرجهم مرةً أخرى من المآزق.
نولد مفطورين على الثقة, مفتونين بأنفسنا, ولكننا لا نكاد نحاسب ربانيًا إلا وقد حسبَ لنا الجميع كلّ خطوةٍ نخطوها في سنّ رفعِ القلم. وما نلبث أن ننقل تجربة التحبيط لمن هم أصغر منّا.
الأستاذ محمد كليب يطبق معي التماين أثناء الدورة : ننظر في أعين بعضنا دون أن نرمش, أو أن نحيد ونضحك, جرّبها لمدة ربع ساعة وتابع نفسك.
خرجت بعد العشاء وبيني وبين الأستاذ محمد عثمان موعدٌ في المعرض لسياحة مَقودة بعد أن غيرنا موعدنا إلى العشاء. في الطريق, اتصلت على والدتي ..

- آلو .. السلام عليكم, أحبك
- ( تضحك )
- حبيت أسألك عن تمرين لطيف طبقوه لنا .. ( سألتها بعدها عن تقيمها لثقتي بنفسي الظاهرة أمام الناس, وقد يحسب البعض سؤالي هذا عدم ثقةٍ في رأي بنفسي .. وأنا ما عليّ منهم )

* التحليل النفسي الأموموي لمعدل الثقة :.

واثق ..
عنيد في مسألة الأفكار والإعتداد بالرأي ..
محترم مع الناس بشكل متبادل.

بعدها اتصلت على والدي العزيز
- آلو .. السلام عليكم, أحبك ( ما أجملها أن كون تحيتنا في البيت )
- ( يضحك ) .. تحبني ؟! .. حلوة الكلمة
- ( بعد الضحك ) حبيت أسألك ( نفس السؤال )

* التحليل النفسي الأبوي ( هيَ تنفع تصير الأبوي للاثنين بس حبيت أفرق عشان الاستايل لا ينخرب ) لمعدل الثقة :.

واثق في الخطب والتقديم والطرح
عندك أزمة قرارات ( ربما لقلة المعلومة أو الخبرة؛ هو يقول )
مستقل بفكرك ( ليس دائمًا .. )
( بس بتتيسر )

للأسف لم أستطع أن أوصل ما أريد للبيت .. المسألة معقدةٌ وهم في أغلب الأوقات متفهمون, مشفقون, أبويّون في آنٍ واحد. والدي رجلٌ حرامٌ منطقًا أن يكون في عملٍ حكومي, الهم الذي يحمله قد أنهكه بعد أن امتزج بالبيروقراطية في المؤسسات الحكومية, وبمركزية القرار .. وبمبدئ : ما راح تشتغل زي ما تبغا. أتخيل والدي في فترةٍ من حياته إنسانٌ حالم, كل ذلك قد أخفت العمل الحكومي صوته في بيتنا. إن كان همّ والدي قد شحنه في وقتٍ من الأوقات قبل التسلط المؤسسي, فإن الإمتزاج بين هذا وذاكَ أثقل عليه وأرهقه, وأخجلني أن لا ألبي طلباته اللحظية ,, وفي نفس الوقت أن أحقق الرؤية البعيدة لنتائج تربيته التي ( في نظري ) تتناقض في أوقات كثيرة ( ليست التربية .. باللحظة وما بعد اللحظة).
خيمت ظلمة توابع الفساد على بيتنا منذ سنوات. ولا أكذب إن قلت أن أبي وأمي إنسانان حساسان, يؤثّر بهم رؤية التفكير التخريبي الإنتهازي, لدى الكثير, تؤثر بهم المشاكل الأخلاقية عند مجرد سماعها, تجعلهم قلقين يقظين كل الوقت, روحهم الطيبة لا ترضى, وتأنف كل ذلك. الخبث يقتل فيهم فرحهم دائمًا, ونحن كنّا نُنعِشه, ولكننا دخلنا في معمعة فسادٍ أخرى فـ التطاول على القيم طال الجميع, حتى الأطفال. الفاسدون أمقتهم وأتعامل معهم بتطرفٍ جدًا, وليسوا ضحيةً في نظري ولا أبناءً للمجتمع, من ارتضى فساد نفسه خرج من معايري الإنسانية لإراه بنظرةٍ تصنيفيةٍ ماقتةٍ غاضبة. وهذه المرحلة الجميلة الجديدة في حياتي ستزرع -بعون الله دائمًا - الروح مرةً أخرى.

وصلت إلى المعرض.

وذهبت إلى دار الشروق .. وكتاب عزت بيقوفيتش قد التهمه الشعب. أين هؤولاء الناس خارج وقت المعرض؟ أظنني سأرى بعضهم يوم الجمعة ( هع ) .. الله يكتب اللي فيه الخير دائمًا.

ومرةً أخرى, وبتقديراتٍ عليا, ولكن هذه المرة بشكلٍ مختلف ..
تصطدم يدُ عبدالرحمن دادا بصدري .. أوصلتني حاستي السادسة إليه دون أن أشعر به, ودلني متفضلاً على دار تبيع النفيس من الكتب؛ الكتب التي من ثقل ما فيها قد تخاف أن تدخلها بيتك و ستقرأها بالدسّ, تقديرًا للمصلحة العامة.

قابلت الأستاذ محمد عثمان, تفضل عليّ وأرشدني إلى مجموعات كتبٍ لم أتخيل أن أكون يومًا قد اخترتها ( روايات في الغالب ) وكلَّ ما تحركنا خطوةً وجد أحبابه ومعارفه وسلّم عليهم وقد عرّفني بهم على إني ( ابنه الروحي ) .. وفي كلّ دار نشرٍّ نقف بها يعرفني بشخصياتٍ أدبية وإعلامية محترمة عندنا في البلد, وما أدري فين أودي جمايلك يا أستاذ.

ولكن اللحظة التي لم نخطط لها؛ الله وحده يعلم متى وكيف وأين تكون هذه الأسئلة في وقعها الدرامي. فلم تصطدم يدي بأحدٍ هذه المرة, التقت عيني بعيني عبدالغفور الثابتي .. ( صديق دراستي في الثانوية, وأحد أكثر الشخصيات التي تشحنك عملاً وتميزًا ) .. لم أره منذ زمن والأيام لحظتها تختصر في عناق . لن أتكلم عن المسيرة التاريخية والتي تذكرتها وأنا أسلم عليه.

وتفضلاً منه, تركنا الأستاذ محمد أن نعيش لحظتنا وتواعدنا أن نتقابل مرةً أخرى في غيرِ يوم. السياحة جميلة مع عبدالغفور, مليئة بالمشاعر هذه المرة .. اللقيا دائمًا تزرع النفس الطيبة ..

قضيت الوقت .. كله مع عبدالغفور ..
وأكلنا بليلة ( هع ! )

وعدت بالبلية إلى البيت ,,

ونمت بدون مكيف ..
اليوم جميل ,, وغدًا يومٌ أجمل ( أكثر مثالية )


* holiday inn ( صححوا لي الخطأ )

الاثنين، 7 مارس 2011

خارج المعرض 4

يومٌ لطيف, مرتب .. تستيقظ صباحًا لتشعر بالنعاس.

بعد أن شربت كوبًا من القهوة؛ وأنا لا أحب القهوة, داهمني النعاس, ولكن ذلك لم يكن مهمًا والأسباب:
1- لأنني انتهيت من العمل
2- لأنني سأخرج بعد قليل ( الساعة العاشرة )
3- لأن عدنان الإبراهيم سيوقظ عقلي بالشرح الصوتي لمكنيكا الكم الذي احتفظت بسلسلة محاضراته على جوالي.

عدنان الإبراهيم .. ما هذا الإنسان ؟ يسحرك. هو أحد العلماء الموسوعيون, وكل من رآه أو سمع منه ( الذين أعرفهم ) بهر بعلمه .. بحرٌ من العلم, أو عالمٌ موسوعيّ سمه ما شئت, يتوقد شبابًا وثقة. كانت مقدمته الصوتية لعلم الكم جميلة ( سلسلة محاضرات ) قد جعلتني أقرر أن أتابعه بورقة في المرات القادمة.

وصلت وأنا أعلم أنني سأستنزف الإحتياطي المالي. تمشيت في المعرض بدون رقيب أو حسيب بعد أن اتجهت إلى الشبكة العربية للدراسات وسألتهم عن كتاب الدكتور محمد عبدالكريم, وبعد أن اقتنيت مجموعة من الكتب القيمة والغالية في نفس الوقت عندهم. خرجت من المعرض أقصد الصرّاف مرةً أخرى, ولحسن حظي أنني قابلت الرائع " عمر المشرف , ويوسف الرشيدان " تمشينا قليلاً .. وتعرفت على يوسف أكثر.

اليوم الماضي اتصل عبدالله الرشود علي في أوقاتٍ محرجة ( سحبت على مواعيد الصباح لأنال نومةً هنيئة ) وقابلته معتذرًا اليوم. أمام ركاز يحكي لي عبد الله : أن سيدةً إعلاميةً رأت فيما يرى الصاحي .. وقدرت وحللت والله المستعان
أن ركاز تحتاج إلى برامج حوارية بدل ترويج أفكار الوعاظ ( شاهدت الإعلان الدعائي لمجموعة ركاز : المظهر السلفي التقليدي ) وطبعًا من خبر المظهر ليس كمن خبر الجوهر, فاستنتجت وفقها الله أنه وجب على عبدالله الرشود أن يجاوب على معضلاتها وأن يتخذ موقفًا دفاعيًا عن ركاز
- ليش ما تسون برامج حوار ها ؟! ها ؟! ( أنا أتخيلتها تصرخ فيهم وهايط ونص يدها بوجه عبدالله )
- والله ما حبينا ( نغطي ) نتشابه مع برامج مركز الملك عبدالعزيز للحوار, مع إنو فيه تنسيق صار بيننا ( الدبلوماسية )
- طيب أنا أول مرة أشوفكم ( طيب ودخلتك اللطيفة إيش ؟!! )
- إحنا غطتنا الجزيرة وعكاظ والرياض .. ( سرد لكل القنوات الإعلامية )
- ... ( صمت )
- ( سرد تكميلي للقنوات الإعلامية )
- ... ( صمت + أصوات صراصير الليل في الخلفية )
- ( سرد للبرامج والأعداد المنضمة والمتأثرة ببرامج المجموعة )
- ... ( صمت ) .. ( صراصير الليل في الخلفية ) .. ( قطرة عرق كبيرة تعلو الجهة اليسرى من جبهتها )
وتكمل السيدة الفاضلة بعد أن سكت عبدالله
- ايه .. طيب إذا تبغونا نغطيكم ترى عادي ما عندنا مشاكل .. نغطيكم عادي ترى ( أنا اللي أحتك ! )

" طبعًا وضحك الجميع <<< نهاية كتاب المطالعة "


نصف ساعة وتظهر السيدة الفاضلة لتأخذ البروشورات من الأخ عبدالله مرة أخرى.

وصراحةً لم أستطع أن أقابل الأستاذ محمد عثمان .. وفكرت أن أجعله في يومٍ آخر.

ملحوظة كبيرة :.

دورة المتحدث البارع .. سحرتهم وسحرتني معهم.
إعداد جيدٌ لها .. وتوزيع جيد لجرعات الفائدة .. دورة تدريبية بحق
استفدت منها الخارطة الذهنية .. وأساليب توليد الأفكار الأخرى
والطرق العملية في ترتيب الأفكار المعدة, وأظنني سأستخدم هذه الطريقة الفترة القادمة لأدرس بعض المناهج الطويلة ( علمية ).