الجمعة، 6 أغسطس 2010

الفنان والمثقف : مقدمة

لطالما سألت نفسي, كيف أستطيع ربط الأفكار المعقدة الموجودة في الكتب والتي تدور حولها جميع الصراعات, والنقاشات, والإنتماءات الثقفافية؛ بالبساطة الفنية والتأثير الجماهيري ؟


في فترةٍ وجدت في المسرح نموذجًا لهذا الربط, أقصد نموذجًا لتجسيد أفكار الكتب بشكل فني, أو جعل جفاف وتشعبات الفكرة فنًا. المشكلة كانت في أن العرض المسرحي- الفني .. كان " معقدًا جدًا " لدرجةٍ تصل أحيانًا لغموضٍ تامٍ يغشّي المعنى على أهل العمل نفسه؛ هذا دفعني إلى البحث عن المشكلات التي تواجه تحويل فكرة, رسالة, قيمة؛ إلى عمل ( فني ) دون الوقوع في فخاخ الوعظ والتوجيه المباشر- الخطابة بمعنى أصح. لكنني وللأسف؛ ولضيق النطاق البحثي وقلة المعلومات واختفاء الأدوات التحليلية, لم أجد شيئًا قد يساهم في حل هذه المشكلة بشكل جذري.





أنا بهذا المقال أحاول جاهدًا المساهمة في حل مشكلةٍ قد أراها مشكلة الأعمال الفنية في العالم العربي عمومًا, وفي المملكة خصوصًا؛ لأن عدم وجود تناغم بين الفكر والفن قد يؤدي إلى تصدير أعمالٍ خاليةٍ من المعنى ومن الهدف, وعاملين- فنانين بلا معنىً وبلا هدف.



أبغا أحاول أبدأها حبة حبة, على مهل.



ما هي المشكلة هل هي الثقافة أو في الفن ؟ أو أن المشكلة هي في المتعاطي بهما ؟



قرأت مرة لأحد أساتذة المسرح الروسي وتلامذة ستناسلافيسكي في " تربية الممثل "

يقول فيما معناه : أن الممثل الذي لا يحمل الفكر الاشتراكي ولا يؤمن به, ولا يتعامل بالمبادئ الأخلاقية الانسانية والاشتراكية لن يكون مؤتمنًا على فكرتي, لأنه مترجم لهذه الفكرة إلى الجمهور.



المسرح كان يطرح الأفكار الاشتراكية بمجموعة المحاسن الموجودة فيها, والتركيز على القيم والأخلاق, وكان ناجحًا في طرح هذه الأفكار. لكنه لم يكن يقبل أن يتحول التمثيل من إيصال رسالة إلى مجرد شهرة ومظاهر. الكاتب كان ينتقد أيضًا الشباب والفتيات الذين يحاولون تقليد نجوم ونجمات هوليود.



إن معنى الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها في تربية الممثل, أنه على الممثل أن يكون ( صاحب رسالة ) , مثقف, ومؤمن بالعمل الذي يقوم به, بذلك يكون الممثل مؤتمن على فكرة الكاتب .. يستطيع أن يحقق التواصل مع الجمهور, وأيضًا ( لا يأمر بمعروفٍ لا يفعله ).

طيب, المشكلة الآن أصبحت كما أرى هي العاملين؛ سواءً كانوا ممثلين, أو كانوا المخرجين والكتاب وفريق التنفيذ, أو المنتجين .. والمنتجين ليسوا التجار فقط.

( لا أدري هل يتوجب علي أن أسمي هذه الفقرة خاتمة أم فاتحة )

في النهاية, كي أصل إلى معادلة رصف الأفكار وتمهيدها لتتحول إلى عمل فني جماهيري يخاطب ما بالإنسان من فطرةٍ وروحٍ جميلة؛ ويخاطب ما به من رغبة السؤال والجواب, وجب علينا أن نعرف مقومات وخصائص الثقافة والفن من خلال الشخص الذي يتعاطى بهما, أي بمعنى من هو المثقف ومن هو الفنان.

هناك تعليقان (2):

  1. طيب حلو
    اللي فهمته :
    انه عشان توصل الرسالة بقوة وبوضوح للمتلقى
    لازم يكون الممثل نفسه معتنق للرسالة االلي حاب يوصلها
    عشان توصل الفكرة وما تقع طريقة الإيصال سواءً مسرحية او غيرها من اعمال في فخ الوعظ المباشر ( الخطابة ) بحد قولك .
    طيب
    اول شي انتا عارف انه ما عندي مشكلة مع الخطابة بتاتا واشوفها طريقة كويسة لتوصيل الفكرة :D حتى لو كانت مباشرة
    لكن ناخذ المسرح كمثال متبعين طريقتك في أخذه :p
    لو افترضنا
    انك عشان توصل الفكرة بأفضل طريقة للجمهور
    لازم تدور ممثل مثقف ومعتنق للفكرة اللي انتا تبغى توصلها
    الغلب انك بتجلس سنتين عشان تسوي مسرحية واحدة
    لأنه في الوقت اللي تدور فيه على ممثل معتنق للفكرة بتجلس وقت طويل
    او انك انتا بنفسك كمخرج تعطيه الفكرة في راسه وتلقنه اياها لما يقتنع فيها
    لأنه لو ما اقتنع
    في مثل يقول "فاقد الشيء لا يعطيه " وكذا ما بتوصل الفكرة اللي انتا تبغاها توصل للجمهور
    وهذي المرحلة بتجلس وقت اطول واطول
    وممكن الفكرة نفسها تموت ويخلص وقتها او الزمن الأنسب لطرحها
    .
    المهم
    موضوع جميل يا واد وحمستني أرد
    مع انك تعرفني ما أرد عالمواضيع اللي كذا :D
    كمل يا أيمن
    Falcon Eyez

    ردحذف
  2. فيصل,,

    مبسوط لأنك علقت , وكمان أستغربت لأنك حاطط تعليق طويل

    بصراحة .. أنا كتبت لك تعليق طويل لكن أتمسح بالغلط

    اللي أقدر أقللك إياه إنو أسئلتك هيا موضوع تدوينتي الجديدة


    ببساطة أنا قصدي بموضوع الفكرة؛ إنو يكون الاتفاق في الخطوط العامة في المنهج.

    وأنا أحاول في التدوينة الجاية .. راح أوضحها إن شاء الله.

    ردحذف