في حواراتي مع أصدقائي, كثيرًا ما أقع في شراك الجدل بين ثنائية المثالية/ والواقعية .. في الحديث عن الواقع والنهضة .. المفروض والملزم. كانت المشكلة ببساطة, أن أحدهم ينظر للصورة من منظور الأشخاص " المتفائلين " والآخر ينظر للقضية من منظورٍ مصبوغٍ بالتشاؤم. وكلٌّ يدّعي وصلاً بـ ليلى .. وليلى في العراق مريضةٌ :)
هل المشكلة بين النظرِ المجرّد والواقع ؟
( هذا اتهامٌ مركّب ) أهمّ الإتهامات الموجهة للمتهمين بأنهم مثاليون هي أنهم يذهبون لبرجٍ عاجيّ ليقترضوا أفكارهم ثمّ يأتوننا ليصدعوا رؤوسنا بأفكارٍ أشبه بحكايات الجنيات أو حكايات (الكشتات) .
أي أن مشكلتهم أنهم ينظرون للكون بشكلٍ ذهني مجرّد, يحاولون به قراءة الدنيا عن طريق قراءةٍ تقويمية ( بمعنى؛ ما المفروضُ أن يكون ). بينما ينفى الواقعيونَ التهمةَ عن أنفسهم بطريقةٍ آلية ( لمَ ذلكَ مفروض, اللازم عليكَ أن تعيشَ في هذه الحياة كما هي ), والسبب أن الفريقين سقطا في شراك ثنائية النظر المجرد/ والواقع.
بينما نجد ان المشكلة هي مشكلةٌ بين منظومتين عقليتين, أو بين منظورين مختلفين في قراءة الواقع.
فمن يدّعي منهم إحاطته بالوقع كلّه ومعرفت كنهه من حيث هو هو ( الواقع ككل )؛ إذ يطرح هذا الوضع أسئلةً عدة, مثل :
( هل الواقع هو كما نراه ؟ ) , ( هل الواقع هو ما يراه جمع الناس ؟ ) , ( هل الواقع هو ما خبرتهُ وحدي أم ما عُرِفَ للمجتمع ؟ ), ( هل هناك حقيقةٌ واقعية تكمن خلفَ الواقع أم أنه صادقٌ دونَ أن تسألْه يُبِين ؟ ).
كلُّ سؤالٍ من هذه الأسئلة يشرّع أبواب أسئلةٍ موصدة, ويفتحُ مغالقَ أخرى للنظر.
أي أن الناظر في حالِ الواقع لا يمكن أن يدعيَ أن نظرته تنطلق من معنى الحالِ كما هو ( الواقع في الحقيقة ) , بل أن قراءته للواقع هي التي أرشدته لفكرته في " الواقعية ". فإن سلّم أحدٌ بعدَم معرفته بالواقع كما هو فإنه بذلك يلغي منطقيةَ المقولةَ القائلة: ( خلينا نكون واقعيين ).
ما الذي يحصل في العادة ؟
إن النظرةَ للحياة من الصعّب أن تكون نظرةً مجرّدةً لا يُلْزِمُ عنها العلمُ عملاً, بل أن الحياةَ هي الحياة, هي " الواقع " الذي نعيشُ فيه ويعيش فينا وبنا, وهي نحنُ في حالةِ الفعلِ والسكون, وهي المحدودة بين الزمان والمكان. ولذلك فإن مجموعةً كبيرةً من تلكَ النقاشات لا تدّعي الموضوعية المطلقة, وفي الغالب يكونُ الرأيُ المنتصرُ فيها ظنّي الصّحة, والسبب هو الآتي :
أن التحركَ الحاصلَ نحو حياةٍ أفضلَ يلزم الباحث عن نظرةٍ واقعيةٍ للحياة أن يستقري الحياةَ ( كما هي ) لا (كما أراها أو كما خبرتها أو كما قيل لي أو علمت .. قرأت ... إلخ ) وهذا صعبٌ جدًا جدًا :)
فلذلك ينحو الرأيان بطريقةٍ متعمدة أو غيرِ متعمدة إلى تكوينِ تصورٍ مسبقٍ عن الواقع, يساندونه بتصوراتٍ مشابهة تعتمد على تفاعلاتنا مع الحياة, وبعضهم يختار تفاعلاتٍ محددة ( مثل : الكتب, التجارب الإيجابية, النصوص المتفائلة .. أو الخبرة, التجارب السلبية, التفاعل مع الروتين اليومي, النصوص المتشائمة ... إلخ ), وبذلك يكونُ إدعاءُ الصحة المطلقةِ باطل. أي أن النظر للأمور لا يعدو - أحيانًا - أن يكونَ اصطراعًا بين وجهتي نظر, وليس ضرورتين حياتيتين أو عقليتين.
( هل تقدّمُ توصيفًا للقضية أم تبحث عن حل ؟ )
لا أدعي إيجادَ الحل, ولا أدعي الموضوعية, وما أقدمه وإن اجتهدت أن يكون وصفًا, فلا أدعيه توصيفًا والسبب أنني أميل بالنظر هنا وهناك .. وأثناء كتابتي للمقال كنتُ متفائلاً.
( النهاية )
هل المشكلة بين النظرِ المجرّد والواقع ؟
( هذا اتهامٌ مركّب ) أهمّ الإتهامات الموجهة للمتهمين بأنهم مثاليون هي أنهم يذهبون لبرجٍ عاجيّ ليقترضوا أفكارهم ثمّ يأتوننا ليصدعوا رؤوسنا بأفكارٍ أشبه بحكايات الجنيات أو حكايات (الكشتات) .
أي أن مشكلتهم أنهم ينظرون للكون بشكلٍ ذهني مجرّد, يحاولون به قراءة الدنيا عن طريق قراءةٍ تقويمية ( بمعنى؛ ما المفروضُ أن يكون ). بينما ينفى الواقعيونَ التهمةَ عن أنفسهم بطريقةٍ آلية ( لمَ ذلكَ مفروض, اللازم عليكَ أن تعيشَ في هذه الحياة كما هي ), والسبب أن الفريقين سقطا في شراك ثنائية النظر المجرد/ والواقع.
بينما نجد ان المشكلة هي مشكلةٌ بين منظومتين عقليتين, أو بين منظورين مختلفين في قراءة الواقع.
فمن يدّعي منهم إحاطته بالوقع كلّه ومعرفت كنهه من حيث هو هو ( الواقع ككل )؛ إذ يطرح هذا الوضع أسئلةً عدة, مثل :
( هل الواقع هو كما نراه ؟ ) , ( هل الواقع هو ما يراه جمع الناس ؟ ) , ( هل الواقع هو ما خبرتهُ وحدي أم ما عُرِفَ للمجتمع ؟ ), ( هل هناك حقيقةٌ واقعية تكمن خلفَ الواقع أم أنه صادقٌ دونَ أن تسألْه يُبِين ؟ ).
كلُّ سؤالٍ من هذه الأسئلة يشرّع أبواب أسئلةٍ موصدة, ويفتحُ مغالقَ أخرى للنظر.
أي أن الناظر في حالِ الواقع لا يمكن أن يدعيَ أن نظرته تنطلق من معنى الحالِ كما هو ( الواقع في الحقيقة ) , بل أن قراءته للواقع هي التي أرشدته لفكرته في " الواقعية ". فإن سلّم أحدٌ بعدَم معرفته بالواقع كما هو فإنه بذلك يلغي منطقيةَ المقولةَ القائلة: ( خلينا نكون واقعيين ).
ما الذي يحصل في العادة ؟
إن النظرةَ للحياة من الصعّب أن تكون نظرةً مجرّدةً لا يُلْزِمُ عنها العلمُ عملاً, بل أن الحياةَ هي الحياة, هي " الواقع " الذي نعيشُ فيه ويعيش فينا وبنا, وهي نحنُ في حالةِ الفعلِ والسكون, وهي المحدودة بين الزمان والمكان. ولذلك فإن مجموعةً كبيرةً من تلكَ النقاشات لا تدّعي الموضوعية المطلقة, وفي الغالب يكونُ الرأيُ المنتصرُ فيها ظنّي الصّحة, والسبب هو الآتي :
أن التحركَ الحاصلَ نحو حياةٍ أفضلَ يلزم الباحث عن نظرةٍ واقعيةٍ للحياة أن يستقري الحياةَ ( كما هي ) لا (كما أراها أو كما خبرتها أو كما قيل لي أو علمت .. قرأت ... إلخ ) وهذا صعبٌ جدًا جدًا :)
فلذلك ينحو الرأيان بطريقةٍ متعمدة أو غيرِ متعمدة إلى تكوينِ تصورٍ مسبقٍ عن الواقع, يساندونه بتصوراتٍ مشابهة تعتمد على تفاعلاتنا مع الحياة, وبعضهم يختار تفاعلاتٍ محددة ( مثل : الكتب, التجارب الإيجابية, النصوص المتفائلة .. أو الخبرة, التجارب السلبية, التفاعل مع الروتين اليومي, النصوص المتشائمة ... إلخ ), وبذلك يكونُ إدعاءُ الصحة المطلقةِ باطل. أي أن النظر للأمور لا يعدو - أحيانًا - أن يكونَ اصطراعًا بين وجهتي نظر, وليس ضرورتين حياتيتين أو عقليتين.
( هل تقدّمُ توصيفًا للقضية أم تبحث عن حل ؟ )
لا أدعي إيجادَ الحل, ولا أدعي الموضوعية, وما أقدمه وإن اجتهدت أن يكون وصفًا, فلا أدعيه توصيفًا والسبب أنني أميل بالنظر هنا وهناك .. وأثناء كتابتي للمقال كنتُ متفائلاً.
( النهاية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق