الخميس، 21 أبريل 2011

قصص ( ....... ) تحصل !!







أنا كنت من أكبر المناهضين لما يحدث من سائقي السيارات في المملكة من تصرفات غير مسؤولة, ومخالفة للأنظمة المتبعة عالميًا, وللمصخرة التي تمارسها بعد الأنظمة أيضًا في المملكة. ولكن, كل شخصٍ يضع أمام محكٍّ ( يَحُكّ ) معتقداته؛ وأنا أحد هؤولاء الأشخاص, وكان المحك الأعظم هو استلامي لسيارة ( والعياذ بالله ) .

-لن أطيل, أعصابي من فرط التوتر تجعلني لا أستطيع إكمال عنوان التدوينة حتى ! ثلاث قصص .. تحصل لأغلب السائقين تخرجهم من روحيتهم العالية وآدميتهم لتضعهم داخل قسوةٍ تباري قسوةَ الآلة, والرابعة تدعكهم بالسلبية.

1- مرةً تأخرت عن موعدٍ لي يوم الخميس, وأنا في الطرق إنسان سيء جدًا, فآثرت أن أتبع سيارةَ أحدِ أصدقائي, وكان صاحبنا ( مدرعمًا ) ولا يرى إلا الوصول إلى الموعد, وأنا أحاول أن ألحقه كي لا أضيع ( أنا وقتها لم أكن تجاوزت الـ 120 كم/ساعة ) وصديقي يرسل الرسائل ( ترى عادي تسرع !! ) .. لم تروادني نفسي, ولم يراودني هو, بل راودتني سرعة السيارات التي لم تلتزم بالسرعة المحددة في خط الثمامة. وفي لحظةٍ حقيرة بعد أن سقطت وخيطت بالسيارة كي ألحق صديقي, وأنقذ نفسي من براثن الكماشة التي تمارسها سيارت الخط, ( تكتش ! .. وعينك ما تشوف إلا النور ) ألتقطت لي صورةٌ وأنا مبتسمٌ أشير بعلامة ( النصر ) أو ( الحبتين ) لكاميرا ساهر .. ( أول مخالفة ).
المشكلة أن كل السيارات المسرعة قد خففت السرعة قبل الكاميرا .. يا حليلي !.

2- إنها الصباحات العادية, الناس تقود سياراتهم كأنهم لم يصطبحوا أو لم يفطروا, أنا أيضًا كنت على غير عادتي مستعجلاً, فقد كسرت قدسيةُ السرعةِ عندي والقت أيضًا, كانت اللفة, والسرعة قرب الحد المسموح, وقدمي لا بعيدةٌ كل البعد عن الفرامل, اسفلت الرياض الناعم والعجاج. زحفت السيارة, وقد أفادتني دروس صديقي العزيز الروميت القديم ( بيرو ) في التخميس في الهاف مون ( هع! ) .. وبعد أن سحبت السيارة وأصدرت صريرها الذي يطرب أشناب التماسيح ( زواحفنا أو زِحِيفُنا لديها أشناب ) , وإذ بفلشر الدورية يلامس عيني وصوتها يحرك مشاعري لأقف جانب الرصيف وأستلم المخالفة والخمس أيام حبس في التوقيف التأديبي.

3- إنها الغضبة الأم, لم أعد أحتمل البيت, ودائمًا ما تنتابني مثل هذه الغضبات في السنة ( إن جمعناه تكوّن لنا نصف شهر ) , كنت قديمًا أخرج من بيتنا لأمشي وسط الرياض راجلاً, متأملاً في الحال, لا تشغلني إلى كيفية قطع الإشارة سائرًا على قدمي دون أن أصدم, ولم يكن شغل جسمي إلى كيف يحافظ على توازني, وقدرتي على التفكير, ومؤشراتي الحيوية عاملةً, ونفسي منتظم هو ونبضات قلبي, وكيف يخرج التوتر  ويبعده عن روحي, وكيف يستثمر الأدرينالين. كل هذا لم يحصل اليوم عندما خرجت غاضبًا, أقود السيارة ولا أرى إلاّ الموقف أمامي. السواقة تورّث قسوة القلب ( السواقة أي قيادة السيارة .. وليست أن تسوقها على أحدهم " مصطلح حجازي " لأن السواقة " الثانية " تورث الخبث والدناءة ) وانطلقت مسرعًا لا أرى الطريق, دون أن أشغل نور السيارة. وأنا في الطريق وإذ بمجموعة من العمال تقطع الشارع عند ( حفريات طريق الملك عبد الله ) ولأنه لا يوجد لدى طول الشارع جسورٌ للمشاة فعلوا ذلك, وبسبب عدمِ فتحي للنور لم أرهم, وبسبب غضبي لم أفتح النور, وبسبب الأدرينالين توقف المشهد وتحرك ( سلوموشن  ) بنعومةٍ بطيئة جعلتني أتفاداهم, وبسبب قواعد وقوانين الفيزياء الكلاسيكية التي تجاوزتها ميكانيكا الكم التي كنت أسمع محاضرتها آن ذاك من عدنان الإبراهيم المنبعثةِ من جوالي, والتي قال عنها أنها لا تفسر إلا العالم الصغروي؛ تأثرت السيارة الإطارات وسلم الله الحادث بصدمةٍ خلفيةٍ, هيجت السيارة ثم أركدتها. وعلم الوالد, ولأنه كان مضطرًا لم يصلح السيارة حتى نهاية الشهر ! اليوم الثاني خرجت الصباح لأوصل أهلي إلى مكانٍ وسط الرياض, شطايا الغضبةِ بقت, دخلنا أسواق العويس, حيث يكثر الناس, والإختلاط, وسائقي التكاسي السعوديين. هنا المحك في آخر جملة. يقف سائق التاكسي ليحمل الركاب في نصف شارعٍ ضيق, لأتفاداه وآخذ الدوار الضيق, لينهي مهمته هو ويمشي من نفس الدوار في اتجاهي المعاكس وهو ( مُدَرعِم ) , لنتواجه في النهاية أنا أمشي واثق الخطوة ملكًا, وهو مدرعم, يضيق بنا الشارع كأنه لم يضق على أحدٍ من قبل, ويشتمني الحقير ( ويَخُزُّني بِمَكْسُورَتَيْهِ  ) , فتحرتق نفسي لأقف وأرى ماذا سيفعل ذا المهشّمُ مسبقًا, يرجع بِخَرِعَتِه ويفتح الشباك, لأطفئ الإذاعة الفرنسية وأنزل الشباك, ( وخّر .. أمشي انت .. أمشي انت شارع أبوك .. لا شارع آبوك انت ! .. ينزل ( ينقاله أنا هنا ) فأنزل له لأصدم بابي بباه فيمنعه ذلك من النزول, وأطبق كل الحكايات التي استنبطت منها كيف تصبح غير مأكولٍ من الذئاب : لا تخرجه من السيارة ( ولطّشه وخبّطه فيها ) حتى يطلع له صاحب, وإن نفسي حينها أشفقت على نفسي فتوقفت وأقفيت ( احدى كبرى الأخطاء التي ترتكبها في مضاربةٍ في الشارع .. فالشوارعجية يؤمنون بالغدر ومكيدة الحرب وخدعتها ) وإذا به يخرج بالنبوت ( أو العجرة أو القطلة .. اختلفت الأسماء والضّرب واحدٌ. ثلاث أشياء تعلمتها من قصص القتال ( المسلّح ) , 1- أضرب بأي شيءٍ معك ولو كان كعب الكتاب أو مفتاح السيارة, 2- اضرب الأكتاف والعظام والأفخاذ والأوراك والأرجل والركب من الخلف, 3- عفريتة السيارة سلاح جيد جدًا. وبسرعة, بعد أن لمحته يحاول الخروج, فتحت الشنطة وأخرجت العفريتة ( الجاك المستخدم في رفع السيارة ) وطبقت القاعدة رقم 2 وتاديت بعد الضربات وبعضها أصابت كتفي. ومن المدى .. من لحظات المستحيل .. من الغبنة التي تأتي بها تبعات القصص, ( بان له صاحبٌ حرفيًّا ! ) تأتي سيارةُ أجرةٍ لندّي السعودي وكادت أن ( تقفل الخط لولا أن تداركتني الرحمة .. لأركب سيارتي ( وسلفها مدقوق ) وأخرج مع خدشة كبيرة في الزجاج الجانبي الخلفي, لأفرفر في شوارع الرياض أفكر فيما جلبته لي ماحكاة الآلة .. وأرجع متأخرًا نصف ساعةٍ عن موعد أهلي لأستقبلهم صامتًا وهم بالأسئلة.

( السواقة تورث قسوةَ القلب .. )

وأنا بانتظار القصة الرابعة .. التي تورث النفس السلبية والخوف والإذعان التام ..
4- الحادث الكبير الذي يرتكبه السائق دائمًا إلى إن كان أسطورة ( تعريف أساطير السواقة : هم الذين لا يرتكبون المنكرات الأربع )
فهي تكسب الإنسانَ تخلفًا فكريًا وسلوكيًا وذوقيًّا !

1- أول مخالفة ( التصادم مع القوانين بشكل عادي )
2- أول نطلة في الشارع ( عدم التحكم في العقل اللاواعي .. " تنفيذ ما تراه يحدث أمامك يوميًا فيصبح الغلط عادي " )
3- الغضب والقيادة أثناءه ( الإنسياق وراء الغرائز الحقيرة لإثبات ما فشل إثباته منذ أيام داحس والغبراء )
4- الحوادث العظيمة ( السلبية .. والتواكل وربط كل الشيءٍ بأي شيءٍ سواك )

- الآن أركز على صياغة العنوان ..
لدي قصص , و كلمة تحصل .. ولم أجد كلمات توضع بينهما .. الآن وجدت .



" قصص كادت أن تحصل "

- لأكونَ صادقًا
1- تلقيت أول مخالفة لي : ثلاثة حتى الآن
2- ( زريت بالسيارة غير قاصدٍ وفرحًا بذلك .. ومنع أمر الله العجاجَ أن يخفيني عن أعين الناس اللي تحبس )
3- كادت فعلاً أن تحصل لولا رحمةٌ من ربّك
4- حصلت عندما كنت لا أقود السيارة .. ولا أطلب أن تحصل مرةً أخرى

* العلاج ببساطة : سواقة السيارة بالنسبة عندي مرض ( يورث صاحبها القسوة .. والهمجية ) , الأفضل لي أن أعود للمشي في أغلب مشاوري وأن أعتمد عليها في المسافات المكوكية.

- شكرًا.

________________

* صورة عشوائية من الحج جوجل أو غوغل .. 

هناك تعليقان (2):

  1. الله يخلي الكعابي

    ردحذف
  2. هههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله تدوينة بطلة يا واد .. اقسم بالله ضحكت من جد عالمضاربة هههههههههه .. يا واد والله كاي

    الله يرحم ايام توقيفتك الريوس اللي تمسك ٣ مواقف باليارس .. عجيبة من عجائب الدنيا والله
    "
    * العلاج ببساطة : سواقة السيارة بالنسبة عندي مرض ( يورث صاحبها القسوة .. والهمجية ) , الأفضل لي أن أعود للمشي في أغلب مشاوري وأن أعتمد عليها في المسافات المكوكية.
    "
    ايه والله انك صادق .. أو بكل سهولة .. لا تخرج مشاوير إلا لو اضطريت او طنت في راسك :p

    ردحذف