كان
الناس يضحكونَ على المطالبين بحقوق الحيوان داعينهم للمطالبة بحقوق الإنسان. كانت
السلطة تتفرعن وتتوحش أكثر.
كان
الناس إن طلبوا حقًّا بكوا. كان السلطان إن تأنسن مارس الوصاية.
وخرج
الشهيد ,,
وتمشّى
في الشوارع, ولم يبكي, ولم يمارس الوصاية.
***
حدث ما
كان يخافه الجميع. أن تسيل الدماء, أن لا يتغيّرَ شيء. أن يشاهدوا فيلم رعبٍ آخر,
أو أن تتأثر حياتهم. وبقي الشهداء في الشوارع وحدهم, في الخيام, والشوارع, مهجّرين,
في الزنازين, غرباء. لم يفهم أحدٌ لماذا ؟
في مصر,
كانَ التغيير أشبه بالمستحيل, خرج مجموعة من الناس, ليسوا بشيءٍ في منطق الأرقام,
واعتصموا بحبل الله.. هكذا وببساطة, وأخذوا يرددون كلماتٍ لطيفةٍ كثيرة في الشارع.
والناس اعتبرت هذا نشازًا فلُغَة الشارع السِّباب. وبعد أن حُشِدَ النّاس خرج
الكثير الكثير, وكأن مصرًا كلها خرجت ! لكنهم ليسوا بشيءٍ .. بمنطق الأرقام.
الآن ترك
الجميع الخيام, ووحدهم بقيَ الشهداء.
وعادت
إلى الشارع لغة السِّباب.
لقد أحرج
الشهيد بدمهِ الجميعَ؛ السلطةَ عندما ادعت أنها وصية الجميع وظل الله في الأرض.
والشعوب عند طلبها رزقها فقط ! ولتذهب الدماء إلى الجحيم !!
وربما لم
تعد المطالبات الشعبية ذات شرعية حقيقية.
وأصبحت
حقيقةً هكذا :
يخرج
الشهيد, يقبل يدَ أمه, لم تكن راضيةً .. وقد تعتبره ظالمًا لنفسه, يتوجه الشهيد
إلى الباب حاملاً روحه على عاتقه, وهو يبتسم
(( أمي
.. لا تخافي فلن أموت. لست جيّدًا كفاية ))
***
انظر في
عيونهم,, هم حولك في كلّ مكان .. فقط تأكد أنك أنت أيضًا لست جيدًا كفاية
إهداءٌ
إلى التخاذل الذي صبغني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق